من جديد.. عصابة البوليساريو تقتحم الأراضي الموريتانية وتختطف منقبين عن الذهب وتصادر ما بحوزتهم

سبتمبر 19, 2025 - 14:00
 0
من جديد.. عصابة البوليساريو تقتحم الأراضي الموريتانية وتختطف منقبين عن الذهب وتصادر ما بحوزتهم

من جديد، تؤكد جبهة البوليساريو أنها ليست سوى "عصابة إجرامية خارج الشرعية"، تمارس الإرهاب والسطو وتهدد أمن واستقرار المنطقة، تحت رعاية وحماية نظام الكابرانات الحاكم في الجزائر، الذي لا يتردد في دعمها بالمال والسلاح والغطاء السياسي لتستمر في أنشطتها التخريبية العابرة للحدود.

وارتباطا بالموضوع، أكدت مصادر مطلعة أن دورية مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، أقدمت أمس الخميس على اقتحام عمق الأراضي الموريتانية، واختطافها مجموعة من المنقبين عن الذهب ومصادرة سياراتهم على مستوى منطقة المالحة، الأمر الذي كشف بما لا يدع مجالا للشك أن الوجه الحقيقي لهذه الجماعة التي تحولت من ميليشيا مأجورة إلى عصابة تمتهن أعمال السطو والابتزاز والإرهاب العابر للحدود.

في سياق متصل، أشارت ذات المصادر إلى أن عناصر البوليساريو توغلت مسافة 200 متر داخل التراب الموريتاني، في سابقة خطيرة لا يمكن وصفها إلا باعتداء سافر على سيادة دولة جارة ومسّ مباشر بأمن ساكنتها، مشددة على أن أنهم (أعضاء العصابة) لم يتراجعوا إلا بعد تدخل وحدة من الجيش الموريتاني، حيث اضطر ممثلون عن الجبهة إلى تقديم اعتذار رسمي والتعهد بإرجاع ما تمت سرقته ومصادرته، في مشهد يُجسد الطبيعة المرتبكة وغير الشرعية لهذه الحركة.

وأكدت المصادر ذاتها أن ما وقع في "المالحة" لم يكن حادثا معزولا، بل هو حلقة جديدة في مسلسل طويل من الممارسات الإجرامية التي تعتمدها "البوليساريو" لتمويل أنشطتها، بدءا من تهريب السلاح والمخدرات إلى شبكات الاتجار بالبشر والتنقيب غير المشروع عن الذهب. وهو ما يجعلها تهديدا مباشرا للاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، وليس مجرد طرف في نزاع إقليمي كما تحاول الجزائر الترويج له.

المصادر ذاتها شددت على أن استمرار هذه الجماعة في التصرف كـ"قطاع طرق" خارج القانون، واعتمادها على العنف والترهيب وسرقة ممتلكات المدنيين العزل، يطرح سؤالا مركزيا أمام المنتظم الدولي: إلى متى سيتم التساهل مع حركة بلا شرعية تحولت إلى تنظيم إجرامي يهدد السلم والأمن الدوليين؟

كما أكدت أيضا أنه آن الأوان للأمم المتحدة وللقوى الدولية الفاعلة أن تعي أن السكوت عن هذه الانحرافات المتكررة يشجع البوليساريو على المزيد من التمرد والابتزاز، وأن الحل العاجل لا يمر فقط عبر إعادة إطلاق المسار السياسي، بل أيضا عبر محاصرة أنشطة هذه العصابة ومساءلة داعميها، وعلى رأسهم النظام الجزائري الذي يمدها بالمال والسلاح ويوفر لها الغطاء السياسي.

وفي الختام، أوضحت المصادر ذاتها أنه إذا كانت الجزائر بمثابة "القلب" الذي يضخ الموارد في جسد البوليساريو، وموريتانيا "الرئة" التي تتأثر مباشرة بسمومها، فإن حياة هذه العصابة مرهونة بقدرة المجتمع الدولي على إغلاق منافذها وتجفيف منابع تمويلها. أما الصمت فسيعني ترك المنطقة مفتوحة على فوضى أوسع، سيدفع ثمنها الأبرياء قبل غيرهم.