نقص الحديد... خطر صامت يهدد البصر وصحة العينين
يكشف الأطباء عن دور أساسي للحديد يتجاوز أهميته في نقل الأكسجين عبر الدم، إذ يُعد هذا المعدن عنصراً حيوياً للحفاظ على صحة العينين ووضوح الرؤية. فحين تنخفض مستوياته في الجسم، تتأثر قدرة العين على الحصول على الأكسجين الكافي، ما يؤدي إلى ضعف التركيز البصري، وإجهاد العين، وتشوش الرؤية، وفق ما ذكره تقرير طبي حديث نشره موقع "تايمز أوف إنديا".
ويؤكد خبراء المعاهد الهندية للصحة أن نقص الحديد لا يقتصر تأثيره على طاقة الجسم العامة، بل يمتد إلى شبكية العين والخلايا الحساسة فيها. ويؤدي هذا النقص إلى إضعاف عملية إصلاح الأنسجة البصرية، كما يزيد من خطر تعرضها للإجهاد التأكسدي، وهو ما قد يفتح الباب أمام أمراض خطيرة مثل التنكس البقعي، والزرق، واعتلال الشبكية السكري، وإعتام العدسة الذي يُضعف الرؤية تدريجياً مع التقدم في العمر.
ومن جهة أخرى، يؤدي انخفاض الحديد إلى ظهور أعراض قد تبدو بسيطة لكنها مؤشر على خلل داخلي في وظائف العين، مثل الجفاف، والشعور بالوخز أو الحكة، وظهور الهالات السوداء، وشحوب الملتحمة، إضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالتهابات العين المتكررة نتيجة ضعف المناعة. وغالباً ما تزداد هذه الأعراض سوءاً عند القراءة أو استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة بسبب قلة إمداد العينين بالأكسجين.
كما يشير الأطباء إلى أن قلة الحديد قد تُبطئ إنتاج الدموع، ما يجعل العين أكثر عرضة للتهيج والالتهاب. ويُعد الجفاف المزمن من أبرز النتائج المترتبة على هذه الحالة، إذ يفقد سطح العين ترطيبه الطبيعي ويصبح أكثر حساسية للعوامل الخارجية. ومع مرور الوقت، قد تتفاقم هذه المشكلات لتؤثر في وضوح الرؤية ونوعية الحياة اليومية.
وللوقاية من هذه الأعراض، يُوصي الخبراء بالحفاظ على نظام غذائي متوازن يضم أطعمة غنية بالحديد مثل السبانخ، والعدس، واللحوم الحمراء، والبيض، إلى جانب استشارة الطبيب عند الشعور بتعب بصري مستمر أو اضطراب في الرؤية. فالعين – كما يؤكد الأطباء – مرآة لصحة الجسم، ونقص الحديد فيها ليس مجرد عرض عابر، بل إنذار مبكر لمشكلة يمكن تفاديها بتغذية سليمة وعناية طبية في الوقت المناسب.
