هل ستضع ثورة الذكاء الاصطناعي نهاية محتملة لعصر الهواتف الذكية ؟
تشهد صناعة التكنولوجيا تحولات جذرية مع تصاعد دور الذكاء الاصطناعي، ما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل الهواتف الذكية التي سيطرت على حياتنا اليومية خلال العقدين الماضيين.
في الوقت الذي تستعد فيه شركات مثل «آبل» للكشف عن إصدارات جديدة من هواتف «آيفون» مع تحسينات طفيفة مثل زيادة النحافة أو تطوير الكاميرا، ترى كبرى شركات التكنولوجيا أن المشهد مقبل على نقلة نوعية قد تجعل الهاتف، كما نعرفه، جهازاً عتيقاً.
ويشير خبراء إلى أن المساعدات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تتمتع بمرونة أكبر بكثير من المساعدات الصوتية التقليدية مثل «سيري» و«أليكسا»، باتت مرشحة لتصبح مركز الحوسبة الشخصية الجديد. هذه المساعدات لن تكتفي بتنفيذ الأوامر البسيطة، بل ستتولى مهاماً معقدة مثل جدولة الاجتماعات، إعداد قوائم التسوق، وحتى كتابة الملاحظات تلقائياً.
ومع توسع نطاق هذه التكنولوجيا، يُتوقع أن تفقد التطبيقات المصقولة وواجهاتها الجذابة أهميتها، إذ سيحل محلها تفاعل مباشر مع المساعد الرقمي الذي يدير مختلف الأجهزة نيابة عن المستخدم. ويتوقع مديرون تنفيذيون في شركات رائدة أن تلعب نظارات أو أساور مدعمة بالذكاء الاصطناعي دور الجهاز الأساسي، حيث تكون قادرة على استشعار المحيط وتقديم المساعدة اللحظية دون الحاجة إلى شاشة هاتف تقليدية.
وبينما لا يزال الهاتف الذكي في قلب التجربة الرقمية اليوم، إلا أن مؤشرات عدة توحي بأنه قد يكون في طريقه إلى التراجع أمام جيل جديد من الأجهزة التي تدمج الذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية، لتصبح المساعدة الرقمية المتواصلة بديلاً طبيعياً للجوال.
