هل فقدت الجزائر سيادتها على تندوف؟.. البوليساريو تورّط الكابرانات في فضيحة مدوية مع الصين (صور)

في تطور خطير يعكس تزايد حالة الانفلات الأمني في محيط مخيمات الذل والعار بتندوف، كشف منتدى "فورساتين" المتخصص في قضايا الصحراء، تفاصيل حادثة هجوم مسلح استهدفت عمالاً تابعين للشركة الصينية CRCC المكلفة بإنجاز مشروع السكة الحديدية الرابطة بين تندوف و غار جبيلات، وهو المشروع الذي تعتبره السلطات الجزائرية أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في المنطقة.
وبحسب المعطيات التي توصل بها المنتدى، فإن الهجوم وقع يوم أول أمس الاثنين، حوالي الساعة الثانية بعد الزوال، على مستوى الطريق الرابط بين مخيم الداخلة ومنطقة الرابوني، حيث اعترضت عصابة مسلحة سيارة من نوع "طويوطا هيلكس" سوداء اللون كانت تقل عدداً من العمال الصينيين، واستولت عليها بالقوة قبل أن تُرصد لاحقاً وهي تتجه نحو مخيم السمارة. ورغم وجود نقاط تفتيش أمنية وعسكرية في المنطقة، فإن السيارة تمكنت من دخول المخيم دون أي اعتراض، ما يثير أسئلة خطيرة حول الجهة التي تسيطر فعلياً على الميدان، وفق ما أكده المنتدى.
الأخطر، وفق منتدى "فورساتين"، هو ظهور وثيقة رسمية صادرة عن ما يسمى "محكمة الجزاء – مكتب وكيل الجمهورية" التابعة لميليشيا البوليساريو، والمؤرخة في 6 أكتوبر 2025. الوثيقة، التي تتحدث عن إذن بالتفتيش صادر بشأن السيارة المسروقة، تكشف عن كيان موازٍ يمارس سلطة قضائية وأمنية داخل التراب الجزائري، في منطقة يُفترض أنها خاضعة لسيادة الدولة الجزائرية. وتشير الوثيقة إلى أن السيارة المسجلة برقم جزائري شوهدت تتجاوز حدود ما يسمى بـ"ولاية السمارة"، ليصدر "وكيل الجمهورية" أوامره إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للبوليساريو بتفتيش "كل مرآب خاص أو عمومي" داخل المخيم للعثور على السيارة. هذه الصياغة (القانونية)، بحسب المنتدى، تؤكد غياب أي سلطة جزائرية حقيقية على المنطقة، وتؤكد أن تندوف تحول إلى جيب مستقل فعلياً تسيطر عليه ميليشيا البوليساريو.
في سياق متصل، شدد المصدر ذاته على أن السلطات الجزائرية تحاول التستر على الحادثة خشية تداعياتها السياسية، خاصة بعد تزايد الغضب داخل الأوساط الرسمية من تصرفات البوليساريو التي تهدد مشاريع حيوية، وتُظهر الجزائر كدولة عاجزة عن حماية شركائها الأجانب، وفي مقدمتهم الصين.
واعتبر المنتدى أن ما جرى في غار جبيلات فضيحة سيادية بكل المقاييس، إذ لم يعد خافياً أن النظام العسكري الجزائري سمح بقيام كيان موازٍ داخل أراضيه، يمنح الأوامر، ويصدر التعليمات الأمنية، ويتحكم في المعابر والحركة داخل منطقة تندوف، في خرق صريح لمفهوم الدولة الواحدة والسيادة الوطنية.
إلى جانب ذلك، يرى ذات المصدر أن هذه الواقعة تُشكل ضربة موجعة لصورة الجزائر أمام شركائها الدوليين، خاصة الصين، التي تعرض عمال شركاتها للاختطاف في منطقة يفترض أنها تحت الحماية الجزائرية. وهو ما يطرح، وفق المنتدى، تساؤلات عميقة حول مدى التزام الجزائر بضمان أمن المشاريع الأجنبية فوق ترابها، ويُبرز حجم الفوضى التي تعيشها منطقة تندوف بسبب سيطرة البوليساريو عليها.
ويخلص المنتدى إلى أن ما يحدث اليوم يؤكد أن الجزائر فقدت سيادتها الفعلية على تندوف، التي تحولت إلى منطقة خارجة عن السيطرة، تتقاسمها شبكات الجيش الجزائري وميليشيا البوليساريو، في وقت تتعرض فيه البلاد لإهانة متكررة أمام العالم، وتنهار صورة "القوة الإقليمية" التي يروج لها النظام.