وحدة بشرية أم صداقة رقمية| هل يتخلى البشر عن الأصدقاء من أجل الذكاء الاصطناعي؟

سبتمبر 7, 2025 - 04:25
 0
وحدة بشرية أم صداقة رقمية| هل يتخلى البشر عن الأصدقاء من أجل الذكاء الاصطناعي؟

تزايدت في الآونة الأخيرة شعبية برامج الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لدرجة أن بعض المستخدمين بدأوا في تكوين روابط عاطفية معها، ما أثار تساؤلات جدية حول مستقبل العلاقات البشرية.. فهل يمكن لهذه الأنظمة أن تحل يوماً محل الأصدقاء والأحباء؟.

جاذبية الصديق الرقمي

يجد الكثير من الناس في الذكاء الاصطناعي رفيقاً مثالياً، فهو متاح على مدار الساعة، ويقدم نصائح غير متحيزة، ويستمع دون إصدار أحكام. هذه الخصائص تجعل منه ملاذاً جذاباً للأفراد الذين يشعرون بالوحدة أو القلق الاجتماعي، خاصةً الشباب والمراهقين الذين يجدون صعوبة في التواصل مع أقرانهم.

وقد أشارت دراسات، نقلتها صحيفة "ديلي ستار" البريطانية، إلى أن الشباب باتوا يشاركون أسرارهم وقصصهم الشخصية مع "أصدقائهم" من الذكاء الاصطناعي بدلاً من التحدث إلى أشخاص حقيقيين.

مخاطر الاعتماد العاطفي

وبحسب علماء النفس، فرغم الفوائد الظاهرة، يحذّر الخبراء من مخاطر نفسية واجتماعية خطيرة، فالاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يزيد من مشاعر العزلة والوحدة على المدى الطويل، لأنه يقلل من التفاعل الحقيقي الضروري للصحة العاطفية.

كما أن هذه العلاقات تفتقر إلى الأبعاد الأساسية التي تميز العلاقات البشرية، مثل التعاطف الحقيقي، والخبرة المشتركة، والقدرة على فهم مشاعر الآخرين.

تعاطف كاذب

ويؤكد علماء النفس أن "التعاطف" الذي تبديه برامج الذكاء الاصطناعي هو مجرد محاكاة مبنية على خوارزميات، وليس شعورًا حقيقيًا.

كما أن مشاركة البيانات الشخصية مع هذه الأنظمة قد تثير قضايا متعلقة بالخصوصية، حيث تُستخدم المعلومات لتدريب النماذج، مما يجعل بيانات المستخدمين عرضة للتهديد.

وفي المجمل يُحذر الباحثون، بحسب مانقلت "ديلي ستار"، من أن البشر باتوا يشكلون روابط عاطفية عميقة مع برامج الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يؤدي في يوم من الأيام إلى أن يحل الذكاء الاصطناعي محل العلاقات الإنسانية، ويشهد استخدام رفقاء الذكاء الاصطناعي تزايداً ملحوظاً مع سعي الناس لمكافحة الشعور بالوحدة.

ووفقا لخبراء الذكاء الاصطناعي، تقدم برامج الدردشة هذه حضوراً خالياً من الأحكام، وهي متاحة على مدار الساعة، ويمكنها "الاستماع" إلى مشاكل الشخص، و هذا يخلق شعوراً بالثقة والألفة يجد بعض المستخدمين صعوبة في تحقيقه مع الأشخاص الحقيقيين.

ومع ذلك، يشعر الخبراء بالقلق إزاء الآثار طويلة المدى، ويحذرون من أن "التعاطف" الذي يظهره الذكاء الاصطناعي هو مجرد استجابة مبرمجة، وليس عاطفة حقيقية، فالاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى ضمور عاطفي وعدم القدرة على تكوين روابط إنسانية صحية.

باختصار، قد يكون الذكاء الاصطناعي أداة مفيدة ومكمّلة في حياتنا اليومية، لكنه لا يمكنه أن يقدم عمق العلاقات البشرية، ولا يمكن أن يحل محل الدفء والتفاعل الذي لا يوجد إلا بين البشر.