وزير خارجية المانيا: سكان غزة يعيشون جحيما على الأرض

سبتمبر 23, 2025 - 17:05
 0
وزير خارجية المانيا: سكان غزة يعيشون جحيما على الأرض

وجه وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، انتقادات حادة لإسرائيل بشأن عملياتها في مدينة غزة والضفة الغربية، وذلك خلال أول زيارة له إلى الأمم المتحدة في نيويورك. وقال فاديفول في مؤتمر للأمم المتحدة نظمته فرنسا والسعودية لدعم حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين "في أنحاء غزة، يعيش الأشخاص جحيما على الأرض".

ودعا وزير الخارجية إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيلوالفلسطينيين حول حل الدولتين، رغم أنه "يبدو أبعد من أي وقت مضى". وأضاف "هذا الصراع الممتد لعقود لا يمكن حله عبر الإرهاب والدمار والقتل. لا يمكن كسبه ولا حتى إدارته. يجب أن يحل". وأشار فاديفول إلى أن ألمانيا ستواصل دعمها القوي لوجود إسرائيل وأمنها طويل الأمد، والذي لا يزال موضع تساؤل لدى البعض. وبسبب ضيق الوقت، لم يتمكن الوزير من إكمال خطابه، إذ كانت المدة المخصصة للكلمة دقيقتين فقط، وتم إغلاق الميكروفون قبل أن ينهي تصريحاته.

مزيد من الاعترافات الدولية بفلسطين

اعترف مزيد من الدول أمس الاثنين (22 سبتمبر/ أيلول 2025) بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة، في تحول دبلوماسي تاريخي حدث بعد قرابة عامين من حرب غزة، ويواجه مقاومة شرسة من إسرائيل وحليفتها الوثيقة الولايات المتحدة. وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية في اجتماع دعا إليه مع السعودية، وهو إنجاز قد يرفع معنويات الفلسطينيين، لكن من غير المرجح فيما يبدو أن يُحدث تغييرا كبيرا على أرض الواقع. وأكدت الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في ظل استمرار حربها على حركة حماس في غزة بعد هجوم أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على بلدات بجنوب إسرائيل والذي تسبب في مقتل نحو 1200 شخص.

وأصبحت إسرائيل معزولة وتعرضت لتنديد دولي بسبب حملتها العسكرية في قطاع غزة التي تقول السلطات الصحية في القطاع إنها أودت بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني. وفي الأسابيع القليلة الماضية، بدأت إسرائيل هجوما بريا كانت تهدد بشنه منذ فترة طويلة على مدينة غزة، مع تضاؤل احتمالات وقف إطلاق النار. وقال ماكرون في بداية جلسة مقررة استمرت ثلاث ساعات في الأمم المتحدة "علينا أن نمهد الطريق للسلام". وأضاف "علينا أن نبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمان". وقال قبل إعلانه عن الخطوة الدبلوماسية التي قوبلت بتصفيق مطول من الحضور "الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا ينقص شيئا من حقوق شعب إسرائيل".

سانشيز: رفض نتنياهو لن يوقف مسار الاعترافات

في سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز إن خطوات الاعتراف الأخيرة بالغة الأهمية. وكانت حكومته اليسارية اعترفت بدولة فلسطينية في 2024. وأضاف "هناك دولتان من مجلس الأمن، بريطانيا وفرنسا، تعترفان بدولة فلسطين، وثانيا، داخل المجتمع الغربي... هناك أغلبية كبيرة من الدول تعترف بالفعل بدولة فلسطين" وقبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، انضمت لوكسمبورغ ومالطا وبلجيكا وموناكو أمس الاثنين أيضا إلى أكثر من ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة والتي تعترف بالفعل بدولة فلسطينية.

وحرك تعهد ماكرون في يوليو تموز الماضي بالاعتراف بدولة فلسطينية الجهود الأخيرة، إذ أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا في وقت لاحق أنها سوف تحذو حذوها، وهو ما حدث بالفعل أمس الأحد. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر اتصال فيديو، إذ لم يتمكن من حضور الفعاليات البارزة بعد رفض منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة "ندعو من لم يفعلوا ذلك بعد أن يقدموا على ذلك". وأضاف "ندعوكم لدعم فلسطين لتصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة"، وتعهد بإجراء إصلاحات وإجراء انتخابات في غضون عام من وقف إطلاق النار. وقاطعت الولايات المتحدة وإسرائيل اجتماع أمس الاثنين. وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إسرائيل ستناقش كيفية الرد على إعلانات الاعتراف بعد عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إسرائيل الأسبوع المقبل.

انقسامات أوروبية والرد الإسرائيلي

وفي حين تعترف غالبية الدول الأوروبية الآن بدولة فلسطينية، فقد أشارت ألمانيا وإيطاليا، وهما من أكبر اقتصادات القارة، إلى أنهما لن تتخذا على الأرجح مثل هذه الخطوة قريبا. وتدعم ألمانيا إسرائيل بقوة منذ فترة طويلة بسبب مسؤوليتها عن المحرقة النازية (الهولوكوست)، لكن زادت من انتقاداتها للسياسة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة. غير أنها تصر على أن الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يأتي في نهاية عملية سياسية تفضي إلى اتفاق على حل الدولتين.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية أمس إن إسرائيل يجب ألا تضم المزيد من المناطق في الأراضي المحتلة. وذكرت إيطاليا أن مثل هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية. وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن إسرائيل تدرس احتمال الرد على ذلك بضم جزء من الضفة الغربية المحتلة، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات محددة ضد باريس على مستوى العلاقات الثنائية، وذلك رغم أنه من المتوقع أن تكون الاعترافات رمزية إلى حد بعيد. وقد يأتي الضم بنتائج عكسية ويثير حفيظة دول رئيسية مثل الإمارات القوة النفطية العالمية والمركز التجاري الذي يتمتع بنفوذ دبلوماسي واسع في أنحاء الشرق الأوسط. وتقول الإمارات، وهي أبرز دولة عربية طبعت العلاقات مع إسرائيل في إطار اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة عام 2020، إن مثل هذه الخطوة ستقوض روح الاتفاقية.

المساعدة في علاج مرضى من غزة

دعت العشرات من الدول الغربية إسرائيل إلى معاودة فتح الممر الطبي بين غزة والضفة الغربية المحتلة، وعرضت تقديم المساعدات المالية والأطقم الطبية والمعدات لعلاج مرضى من غزة في الضفة. وقالت الدول في بيان مشترك أصدرته كندا أمس الاثنين "نناشد إسرائيل بشدة معاودة فتح الممر الطبي إلى الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، حتى يتسنى استئناف عمليات الإجلاء الطبي من غزة، ويحصل المرضى على العلاج الذي يحتاجونه بشدة في الأراضي الفلسطينية".

وكانت النمسا وبلجيكا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وبولندا من بين الموقعين على البيان وعددها 25 دولة، ليس بينها الولايات المتحدة. وأضاف البيان "نحث إسرائيل أيضا على رفع القيود المفروضة على تسليم الأدوية والمعدات الطبية إلى غزة". وأثارت صور الفلسطينيين الجوعى، بمن فيهم الأطفال، غضبا عالميا إزاء هجوم إسرائيل على غزة، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وشرد سكان غزة بالكامل وتسبب في أزمة مجاعة. ويقول العديد من خبراء حقوق الإنسان والباحثين، بالإضافة إلى لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، إن هذا الهجوم يصل إلى حد الإبادة الجماعية.