أبوظبي تجمع روّاد الإعلام العالمي في قمة "بريدج" لإعادة صياغة مفهوم الثقة ومصداقية المحتوى في عصر الذكاء الاصطناعي

تستعد أبوظبي لاستضافة قمة "بريدج 2025" خلال الفترة الممتدة بين 8 و 10 دجنبر المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)،وهو حدث بارز يكرّس مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للحوار والتعاون الإعلامي، ومختبرًا لأفكار المستقبل في صناعة المحتوى والإعلام والترفيه.
ويقدّم "مسار الإعلام" في القمة، وهو أحد المسارات الاستراتيجية السبعة للمحتوى، رؤية جديدة لمواجهة التحديات الراهنة التي يعيشها القطاع عالميًا، من تراجع ثقة الجمهور واحتكار الملكية إلى التحولات التقنية المتسارعة التي تعيد تشكيل علاقة الجمهور بالمعلومة، بهدف بناء إعلام قائم على المصداقية والتنوّع والتشاركية والابتكار في إنتاج المحتوى وتداوله.
في سياق متصل، يشارك في "مسار الإعلام" أكثر من 100 متحدث عالمي ضمن أكثر من 50 جلسة تناقش مستقبل الإعلام في العالم، وسبل تعزيز استقلالية المحتوى وتحريره، وبناء نماذج ملكية وتمويل جديدة تواكب تطورات المشهد الرقمي.
ومن بين الجلسات التي تتناول هذه القضايا "من يمول الأخبار التي تقرأها؟"، و"مراكز القوى الجديدة للإعلام"، و"من ينقذ الصحافة عندما تجف الموارد؟"، و"نهاية الاستجابة المؤقتة للإعلام تجاه الأزمات الإنسانية". كما تتناول الجلسات أخلاقيات المصداقية والشفافية في عصر المحتوى المولّد آليًا وتوزيع المعلومات وفق الخوارزميات، في مناقشات تحمل عناوين مثل "الحد الفاصل بين الزيف والحقيقة"، و"عندما يصبح الكل موثَّقًا… من يستحق الثقة؟"، و"أجندات خلف القصص"، و"معايير السرد القصصي المسؤول".
كما يركّز المسار كذلك على التحولات في سلوك الجمهور، وتأثير الأجيال الجديدة في إعادة تعريف مفهومي الأصالة والانتباه في الإعلام المعاصر، عبر جلسات مثل "الميمز كصناعة إعلامية"، و"كيف يكسب الإعلام ثقة جيل Z؟"، و"الدفاع عن العمق في زمن الإعلام السطحي".
إلى جانب ذلك، تتناول جلسات أخرى مثل "أزمة الثقة في الإعلام" و"الأولويات المستحدثة للإعلام الجديد" و"الاستثمار في الإعلام" الطرق التي يعيد بها صناع المحتوى والمستثمرون بناء نماذج مستدامة لعلاقة الجمهور بالإعلام، من خلال فهم سلوك المستخدمين واحتياجاتهم وتطوير محتوى أكثر دقة وتأثيرًا، في وقت تتجه فيه الاستثمارات الإعلامية نحو القيمة الحقيقية للثقة والمصداقية وجودة التجربة بدلًا من الاكتفاء بنسب المشاهدة أو حجم الإعلانات.
وتسلط القمة الضوء أيضًا على دور الإعلام في المشهد الجيوسياسي الراهن، وتحليل العلاقة المعقدة بين الصحافة والأمن القومي والاستقرار العالمي، ضمن جلسات أبرزها "كيف تؤثر وسائل الإعلام في مسار الصراعات الحديثة" و"مسربو الحقائق في ميدان حرب المعلومات الجديدة"، في محاولة لاستكشاف حدود الحرية والمسؤولية في عصر الرقمنة الشاملة.
هذا ويجمع "مسار الإعلام" نخبة من الشخصيات البارزة في الإعلام والفكر والثقافة وصناعة القرار من مختلف أنحاء العالم، من بينهم "غاري فاينر تشاك"، رئيس مجلس إدارة VaynerX، "مورا فوربس"، نائبة الرئيس التنفيذي لمؤسسة فوربس؛ "جوانا كولز"، الرئيسة التنفيذية للإبداع والمحتوى في ذا ديلي بيست؛ "بوجا باغا"، الرئيسة التنفيذية للتكنولوجيا في مجموعة غارديان ميديا؛ "جيسيكا سيبلي"، الرئيسة التنفيذية لمجلة تايم؛ "جاستن سميث"، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سيمافور؛ و"نانسي غيبس"، مديرة مركز شورنستاين في جامعة هارفارد ورئيسة تحرير تايم السابقة، إلى جانب عدد من الوزراء والمسؤولين والخبراء مثل صاحبة السمو الملكي الأميرة "لمياء بنت ماجد آل سعود"، الأمينة العامة لمؤسسة الوليد للإنسانية، ومعالي "لوسي فريزر"، وزيرة الدولة السابقة للثقافة والإعلام والرياضة في المملكة المتحدة، والبروفيسور "روبرت جي بيكارد" من معهد رويترز بجامعة أكسفورد، وآخرين يمثلون كبريات المؤسسات الإعلامية والاستثمارية والثقافية في العالم.
ويجسد "مسار الإعلام" في قمة "بريدج 2025" الرؤية التي تنطلق منها القمة في بناء جسور التكامل بين القطاعات المختلفة، وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين قادة الإعلام والتقنية والثقافة والسياسات، بما يسهم في ترسيخ مصداقية أنظمة المعلومات وضمان استدامتها وشمولها عالميًا.
ومع ما يشهده العالم من تحولات جذرية في إنتاج المعلومات وتوزيعها وتنظيمها، تواصل أبوظبي من خلال هذا الحدث ترسيخ مكانتها الريادية كمركز عالمي للحوار والتعاون والإبداع في صناعة الإعلام والمحتوى، ومختبر مفتوح لتصميم المستقبل الإعلامي على أسس الشفافية والثقة والمهنية.