العرق الساخن والعرق البارد: ما الفرق بينهما ولماذا للخوف رائحة مميزة؟

أكتوبر 9, 2025 - 13:40
 0
العرق الساخن والعرق البارد: ما الفرق بينهما ولماذا للخوف رائحة مميزة؟

يُعدّ التعرّق من الظواهر البيولوجية المشتركة بين البشر، لكن أسبابه وأنواعه تختلف حسب الموقف. فبينما يُنتج الجسم عرقاً ساخناً لتنظيم الحرارة في يوم دافئ أو أثناء التمارين، يظهر العرق البارد عندما نشعر بالتوتر أو الخوف، ولكل نوع آليته الخاصة وتأثيره الفسيولوجي.

بحسب صحيفة "إندبندنت"، يُعرف العرق الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم بـ العرق المنظم للحرارة. فعندما ترتفع حرارة الجسم نتيجة المجهود البدني أو الطقس الحار، تُرسل منطقة تحت المهاد في الدماغ إشارات عبر الحبل الشوكي إلى الأعصاب الطرفية لتحفيز الغدد العرقية على إفراز العرق الذي يتبخر لاحقاً لتبريد الجسم ومنع ارتفاع حرارته. ويتكوّن هذا العرق أساساً من الماء والملح، وتنتشر الغدد المسؤولة عنه بكثافة أكبر في راحة اليدين وباطن القدمين، وأقل في الوجه والجذع والأطراف.

أما العرق البارد، فيصفه موقع "ميديكال إكسبريس" بأنه عرق نفسي المنشأ، يظهر عند الشعور بالخوف أو القلق أو الألم. في هذه الحالة، تنشط اللوزة الدماغية — المسؤولة عن معالجة العواطف — منطقة تحت المهاد، التي ترسل بدورها إشارات تحفّز الغدد الكظرية لإفراز الأدرينالين والنورأدرينالين، ما يؤدي إلى تحفيز نوع مختلف من الغدد العرقية تُعرف بـ الغدد المفرزة. وتنتشر هذه الغدد في مناطق مثل الإبطين، والثديين، والوجه، والعجان، ويكون عرقها غنياً بالدهون والبروتينات والسكريات.

ورغم أن العرق نفسه عديم الرائحة، فإن البكتيريا الجلدية تتغذى على مكوناته وتحوّله إلى مركبات عضوية متطايرة تسبب الرائحة المعروفة. وتشير دراسة يابانية إلى أن العرق الناتج عن التوتر هو المسؤول في الغالب عن الروائح الكريهة، لأن البكتيريا تفضّل تركيب العرق البارد الغني بالمغذيات مقارنة بالعرق الناتج عن الحرارة أو الرياضة.

وأظهرت مراجعة لـ 26 دراسة شملت أكثر من 1600 شخص أن الخوف والتوتر يطلقان إشارات كيميائية مميزة عبر العرق، يمكن أن تشعر بها حاسة الشم البشرية فترسل إشارة غريزية بالابتعاد. وهكذا، لا يقتصر دور التعرّق على تنظيم حرارة الجسم فحسب، بل يمتد ليكشف أيضاً — بطريقة غير واعية — عن حالتنا النفسية والعاطفية.