المناطق الشرقية للمملكة.. الجيش المغربي يطلق صاروخا مدمرا بعيد المدى وينجح في إصابة الهدف بدقة

في تطور نوعي يعكس التحول الكبير الذي تشهده القدرات الدفاعية للمملكة، نجح الجيش المغربي في تنفيذ تجربة إطلاق صاروخ موجه بعيد المدى من طراز EXTRA في المناطق الشرقية للبلاد، حيث تمكن الصاروخ، الذي يبلغ مداه 150 كيلومترا ووزن رأسه الحربي 120 كيلوغراما، من إصابة الهدف المحدد بدقة عالية، في إنجاز يؤكد المستوى المتقدم الذي بلغته القوات المسلحة الملكية في مجال الأنظمة الصاروخية الحديثة.
وتأتي هذه العملية حسب مواقع متخصصة بعد إدماج المغرب مؤخرا لمنظومات راجمات الصواريخ PULS الإسرائيلية الصنع، والتي أظهرت في أولى التجارب الميدانية قدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة وفعالة في نطاقات بعيدة، حيث تمثل هذه التجربة دليلا عمليا على الجاهزية العالية التي باتت تمتلكها المدفعية الملكية، خاصة بعد أن كشفت القوات المسلحة في مارس الماضي لأول مرة عن هذه المنظومة خلال تمرين بالذخيرة الحية.
ويعتبر نظام PULS متعدد المهام من أبرز ما أنتجته الصناعات العسكرية الإسرائيلية في مجال الصواريخ، إذ يتيح إطلاق ذخائر متنوعة المدى، بدءا من صواريخ قصيرة المدى وصولا إلى صواريخ Predator Hawk التي تصل إلى 300 كيلومتر، وهي المرونة التي تمنح المغرب قدرة مضاعفة على تنفيذ عمليات دفاعية وهجومية وفق ما تقتضيه التحديات الأمنية والإستراتيجية في المنطقة.
وتشمل الصفقة التي وقعتها المملكة مع شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية، والتي بلغت قيمتها نحو 150 مليون دولار، تزويد الجيش بمنظومات PULS وتدريب الأطر التقنية والعسكرية على إدارتها وتشغيلها، حيث من المتوقع أن تكتمل عملية التسليم على مدى ثلاث سنوات، ما يمنح المغرب فسحة زمنية لتأهيل الكفاءات العسكرية وضمان تشغيل فعال لهذه المعدات المتطورة.
ويأتي تعزيز الترسانة الصاروخية المغربية في سياق توجه استراتيجي واضح نحو تحديث شامل للبنية الدفاعية، بعد حصول القوات المسلحة سابقا على أنظمة "هيمارس" الأمريكية، وهو ما يجعل المغرب واحدا من بين الدول القليلة التي تمتلك أنظمة صاروخية غربية وإسرائيلية متطورة في آن واحد، بما يرفع من قدراته الرادعة ويوفر له هامشا أوسع للمناورة العسكرية.
من جهة أخرى، يعكس اختيار المغرب لهذه المنظومات تطلعه إلى مواكبة التحولات الإقليمية والدولية في مجال التسلح، خاصة مع بروز أهمية الصواريخ الموجهة الدقيقة كعنصر أساسي في الحروب الحديثة، إذ باتت القدرة على إصابة أهداف على مسافة تتجاوز المئة كيلومتر بدقة متناهية، معيارا حاسما في تحديد موازين القوى، وهو ما يفسر سعي الرباط لامتلاك مثل هذه التكنولوجيا العسكرية المتقدمة.
وبقدر ما تؤكد هذه التجربة النجاح التقني والعسكري للمغرب، فإنها أيضا رسالة سياسية مفادها أن المملكة عازمة على حماية أمنها القومي وتعزيز مكانتها الإقليمية من خلال الاعتماد على أحدث المنظومات الدفاعية، حيث أن نجاح الصاروخ EXTRA في إصابة هدفه بدقة ليس مجرد إنجاز عسكري، بل هو مؤشر واضح على دخول المغرب مرحلة جديدة من التطور في مجال القوة النارية البعيدة المدى، بما يعزز قدراته الردعية ويكرس موقعه كقوة إقليمية في إفريقيا.