الهند تتحول إلى ملاذ لشركات الرقائق العالمية
باتت الهند تمثل وجهة استراتيجية لشركات الرقائق العالمية، في ظل أزمات مالية خانقة وتراجع الطلب، فضلاً عن الرسوم الجمركية التي تفرضها الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب بهدف تضييق الخناق على الصين، أكبر سوق لهذه المنتجات. وتشير تقارير إلى أن السوق الهندية باتت خياراً بديلاً يوفر فرص نمو واعدة للشركات الباحثة عن ملاذ آمن.
وتُعزى جاذبية الهند إلى الدعم الحكومي الكبير عبر برنامج "مهمة الهند لأشباه الموصلات" الذي يوفر تمويلاً يصل إلى 50% من تكاليف المشاريع. كما يواكب هذا الدعم اقتصاداً رقمياً سريع النمو يرفع الطلب المحلي على الرقائق، ما يعزز قدرة الشركات على تعويض خسائرها في أسواق أخرى.
ووفق تقارير صحفية، بدأت بالفعل شراكات واستثمارات ضخمة في الهند، منها مشروع "مايكرون تكنولوجي" بقيمة 2.75 مليار دولار في غوجارات، إضافة إلى تحالف "تاتا غروب" مع الشركة التايوانية Powerchip لإنشاء أول مصنع محلي للرقائق، فضلاً عن خطط مشتركة بين "سي جي باور" و"رينيساس" اليابانية. كما وافقت الحكومة الهندية مؤخراً على أربعة مشاريع جديدة باستثمارات تتجاوز 550 مليون دولار.
ورغم هذه الطفرة، ما زالت الهند تواجه تحديات هيكلية أبرزها تطوير الكفاءات الفنية المتخصصة لمواكبة التكنولوجيا المتقدمة. غير أن قاعدة المهندسين الكبيرة وانخفاض تكاليف الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الهندية تمنحها ميزة تنافسية قوية، تجعلها أقرب إلى أن تصبح مركزاً عالمياً جديداً في صناعة أشباه الموصلات.
