بشرى للجالية المغربية في أوروبا.. عبارات كهربائية تعزز الربط الملاحي بين المغرب وإسبانيا

في خطوة تكنولوجية غير مسبوقة تعزز جهود التحول الطاقي والنقل المستدام بين ضفتي المتوسط، أعلنت شركة AYK Energy، المتخصصة في تصنيع البطاريات البحرية ومقرها إمارة أندورا، عن فوزها بعقد لتزويد العبارات الكهربائية السريعة التي ستربط بين أوروبا وإفريقيا بأنظمة الطاقة الخاصة بها، في مشروع يعد الأول من نوعه في المنطقة.
وسيشغل الخط البحري الجديد من طرف شركة النقل الإسبانية Baleària، التي تستعد لإطلاق عبارتين كهربائيتين من طراز كاتاماران تربطان بين مدينة طريفة في أقصى جنوب إسبانيا ومدينة طنجة في شمال المغرب، على مسافة بحرية تمتد إلى 18 ميلا، بسرعة تصل إلى 26 عقدة بحرية، حيث يتوقع أن يحدث المشروع ثورة في النقل البحري القصير المدى بين البلدين، معززا مكانة المغرب كجسر استراتيجي للطاقة النظيفة في المنطقة.
ويتم حاليا بناء العبارتين في حوض بناء السفن “أرمون” بمدينة خيخون الإسبانية، حيث ستبلغ سعة كل واحدة منهما 225 مركبة و804 ركاب، ما يجعلها قادرة على استيعاب حركة المسافرين والمركبات الكثيفة بين الضفتين، خاصة خلال موسم الصيف الذي يشهد عبور آلاف المغاربة المقيمين في أوروبا.
وستزود كل عبارة بطاقة كهربائية إجمالية تبلغ 13.8 ميغاواط/ساعة، يتم إنتاجها عبر أربع وحدات دفع كهربائية متطورة، فيما ستجهز موانئ طنجة وطريفة بأذرع روبوتية مستقلة تتصل بشبكة الكهرباء الأرضية، ما سيسمح بشحن البطاريات في غضون 40 دقيقة فقط، في خطوة تؤكد التزام الجانبين المغربي والإسباني بالابتكار الطاقي وتقليص الانبعاثات الكربونية.
وقال مؤسس شركة AYK Energy، كريس كروغر، إن شركته تعد من القلائل عالميا الذين ينتجون بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم (LFP) باستخدام عمليات تصنيع تضمن الأداء العالي والسلامة وطول العمر مقارنة ببطاريات النيكل والمنغنيز والكوبالت، مبرزا أن “حلولنا الآمنة وذات التكلفة المعقولة ستمكن عبارات Baleària من الإبحار دون أي انبعاثات، مما يسهم في تحقيق الهدف المتمثل في إزالة الكربون من قطاع النقل”.
من جهته، أكد بابلو غارسيا، مدير المشاريع الجديدة في شركة Baleària، أن هذا المشروع سيتيح تشغيل أول خط بحري بالكامل باستخدام الطاقة الكهربائية، مشيرا إلى أن كل عبور سيكون خاليا من الانبعاثات والضجيج والاهتزازات، ما سيجعل التجربة أكثر راحة للمسافرين وأكثر احتراما للبيئة.
ويرتقب أن تدخل العبارتان الخدمة خلال العام المقبل، في مشروع يعكس الرغبة المشتركة بين المغرب وإسبانيا في تطوير النقل البحري المستدام، وتوفير تجربة سفر نظيفة وسريعة وآمنة للجالية المغربية المقيمة في أوروبا، التي ستجد في هذا الإنجاز بشرى حقيقية تعزز الربط الملاحي الصديق للبيئة بين ضفتي المتوسط.