بعد سنة على تنصيبه.. إقليم تمارة يغرق في سيل من الأزمات والمشاكل و"النوحي" يختفي عن المشهد

منذ تنصيبه في 25 أكتوبر 2024، خلفت ولاية "مصطفى النوحي" على عمالة الصخيرات-تمارة علامات استفهام كبيرة لدى الساكنة، سيما أنها كانت تنتظر منه إحداث نقلة نوعية في تسيير شؤون الإقليم وحل مشاكله المزمنة. إلا أن الوضع بعد مرور سنة تقريباً يطرح أكثر من سؤال: لماذا غاب النوحي عن الأنظار معظم الوقت، مكتفياً بالمناسبات الرسمية والدينية؟ وهل كان تعيينه مجرد إجراء بروتوكولي لتغطية الفراغ بعد إعفاء العامل السابق "يوسف إدريس"؟
ووفق استقراء الآراء، فإن الساكنة تشعر بخيبة أمل كبيرة، بسبب تراكم ملفات صعبة بلا حلول إلى اليوم، ضمنها مشاكل عالقة حولت حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق، من قبيل إشكالية إسكان قاطني دور الصفيح، في إشارة إلى المصير الغامض للمئات من الأسر المقصية من عمليات الترحيل (سكان كيش الأوداية نموذجا)، أزمة النفايات الخانقة في تمارة التي استمرت طويلا، مشاكل النقل في جميع الجماعات خاصة الصخيرات بعد استقبالها نحو 100 ألف نسمة خلال السنتين الماضيتين، فضلاً عن حالات الغش في البناء والتجاوزات التي جعلت سكان العمارات المرحلين إلى الصخيرات يعيشون في رعب مستمر بسبب الشقوق والعيوب الخطيرة التي تهدد سلامتهم.
لكل ما جرى ذكره، تعالت أصوات محلية متسائلة عن الغاية الحقيقية من هذا التعيين، بين من اعتبره مجرد إجراء شكلي والهدف منه ملء فراغ إداري فقط، وبين من رأى أن النوحي لا يمكنه التحرك إلا بتعليمات من الوالي "محمد اليعقوبي" الذي يشرف ويتحكم بشكل مباشر في سير كل المشاريع التي تعرفها جهة الرباط سلا القنيطرة، وهو ما يفسر ظهوره النادر وعدم انخراطه الفعلي في حل مشاكل الإقليم.
وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة والمقلقة، يطرح الواقع اليومي أسئلة عريضة على المسؤول الأول في الإقليم: هل سيبادر النوحي إلى زيارات ميدانية فجائية للوقوف على حجم الكارثة؟ هل ستتم معالجة ملفات الإسكان، والنقل، والنفايات، والغش في البناء قبل فوات الأوان؟ أم ستبقى الحلول متوقفة، تنتظر الانتخابات المقبلة ليُترك مصير الساكنة للقدر؟
يبقى السؤال الأهم الذي يقلق الجميع: هل سيشهد اقليم الصخيرات-تمارة تحركاً حقيقياً من عاملها، أم ستظل سنة أخرى تمر على الإقليم بلا حلول ملموسة، لتتسع دائرة الاستياء وسط المواطنين الذين شعروا بأن حياتهم اليومية تتحول إلى معاناة لا تنتهي؟