ردا على خطاب "فين الصحة والتعليم".. أشيبان: المونديال فرصة تاريخية ستغيّر حياة المغاربة لعقود

سبتمبر 10, 2025 - 13:35
 0
ردا على خطاب "فين الصحة والتعليم".. أشيبان: المونديال فرصة تاريخية ستغيّر حياة المغاربة لعقود

في أعقاب حلوله ضيفا على برنامج "الحصيلة" الذي تبثه قناة "ميدي 1 تيفي"، تقاسم الدكتور "خالد أشيبان"، الباحث في الاقتصاد، مع متابعيه على "فيسبوك" أبرز خلاصات النقاش الذي دار حول الأثر الاقتصادي والاجتماعي الذي سيجنيه المغرب من تنظيم تظاهرات رياضية كبرى، وفي مقدمتها مونديال 2030. جاء ذلك ردا على الأصوات المشككة في جدوى الميزانيات الضخمة التي تصرف من أجل احتضان بلادنا لهذا الحدث العالمي، والتأكيد على أن المكاسب الحقيقية للمغرب والمغاربة تتجاوز بكثير سقف التوقعات.

وارتباطا بما جرى ذكره، شدد "أشيبان" على أن الأوراش المواكبة لتنظيم المونديال أهم بكثير من التنظيم نفسه، لأن ما سيبقى للمغاربة ليس صافرة النهاية، وإنما البنيات التحتية والمشاريع العمومية الكبرى التي يتم إحداثها استعدادا لهذه التظاهرة العالمية التي تشد إليها انتباه الجميع.

في سياق متصل، أبرز الباحث أن المغرب يستعد لهذا الحدث العالمي عبر مشاريع استراتيجية مثل تمديد شبكة القطار الفائق السرعة نحو مراكش وإطلاق قطارات جهوية حديثة تربط المدن والمناطق، واقتناء 200 طائرة جديدة وتوسيع وتحديث المطارات مع ربطها بـ TGV، وتوسعة الطرق وتحسين النقل الحضري عبر تحديث الأسطول وتنظيم التنقلات داخل المدن، فضلا عن افتتاح وحدات فندقية جديدة ومرافق ترفيهية ومطاعم ومقاهي ستعزز العرض السياحي وتخلق دينامية اقتصادية.

وأوضح "أشيبان" أن هذه المشاريع ليست مجرد استعداد ظرفي للمونديال، بل استثمارات استراتيجية ستخدم المواطن المغربي في حياته اليومية لعقود قادمة. أما على المدى القصير، فأكد الباحث ذاته أن الأوراش المفتوحة اليوم هي استثمارات عمومية تخلق آلاف فرص الشغل وتدعم الطلب الداخلي في وقت يحتاج فيه الاقتصاد الوطني إلى هذه الدينامية. وإلى جانب ذلك، يفرض التنظيم بمعايير الفيفا الارتقاء بالموارد البشرية عبر تكوينات جامعية ومهنية جديدة في مجالات مرتبطة بتسيير وتنظيم التظاهرات الرياضية، وهو ما سيؤسس لجيل جديد من الكفاءات المغربية بخبرات عالمية.

و كنموذج بسيط على حجم الأرباح المالية المباشرة التي سيجنيها المغرب، ذكّر "أشيبان" بأن مباراة واحدة للمنتخب المغربي (ضد النيجر بمناسبة افتتاح ملعب الأمير مولاي عبد الله) حققت أكثر من مليار و200 مليون سنتيم من مداخيل التذاكر فقط، دون احتساب الإشهار والعوائد الموازية، متسائلا: فما بالنا بما سيجلبه تنظيم مباريات منتخبات عالمية بجماهيرها ونجومها؟ 

وفي رسالته للمشككين الذين يرفعون شعار "فين التعليم والصحة..؟"، شدّد الباحث على أن الاستثمار في الرياضة لا يلغي الاستثمار في القطاعات الاجتماعية، بل يعززها عبر خلق الثروة ومصادر تمويل إضافية، قائلا إن "كولشي رباح.. لكن فقط إذا استطعنا تغيير بعض العقليات".

بهذا المنظور، يظهر أن استضافة المونديال ليست مجرد لحظة كروية عابرة، بل مشروع وطني ضخم يحمل إمكانيات هائلة لإعادة تشكيل البنية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب.