لمواجهة غلاء الأسعار.. مراكشيون يلجؤون لحلول مبتكرة

في ظل حملة الغلاء التي نعيشها جميعًا منذ فترة، والتي وصلت فيها أسعار المواد الاستهلاكية إلى مستويات قياسية في بعض الأحيان، لجأ الآلاف من المراكشيات والمراكشيين إلى تشكيل مجموعات لمحاربة الغلاء، وتأسيس جمعيات أحيانًا لتوفير سلع مختلفة بأسعار تنافسية. وأكد القائمون على هذه المجموعات أنها نجحت إلى حد كبير في محاصرة لوبيات الوسطاء وفراقشبة الجزارة والمواد الغذائية، وبالتالي في تخفيض أسعار اللحوم والقطاني ومواد التنظيف والزيوت وغيرها.
عبد الله، رب أسرة وأب لطفلين في الأربعينيات من عمره، يقطن مدينة مراكش منذ عقود، كما ذكر في حديثه لـ"أخبارنا المغربية". عبد الله، أو "عبده" كما يحب أصدقاؤه مناداته بما فيهم ابناه، التحق منذ أسابيع بإحدى مجموعات الواتساب التي تضم حاليًا أكثر من 440 عضوًا، والتي ترفع شعار "محاربة الغلاء". وأكد عبد الله فاعلية المجموعة التي يشرف عليها عدد من الأفراد. فبفضل هذه المجموعة، التي تربطها "اتفاقيات" مع عدد من التجار مثل محلات الجزارة والعطارة ومواد غذائية، وأخرى في مجالات مواد النظافة والزيوت والتمور، يمكن للأعضاء الحصول على سلع كثيرة بأسعار تنافسية. على سبيل المثال، الأرز كلاصي بـ 9.50 درهم، زيت الزيتون البكر من 50 درهم، القهوة من 95 درهم للكيلوغرام، اللوبيا بـ 13.50 درهم، العدس بـ 9 دراهم، التحميرة بـ 30 درهم، سكنجبير طري بـ 40 درهم، الكبدة الأمريكية (مجمدة) بـ 45 درهم، كلوة بـ 33 درهم، كفتة الدواجن بـ 36 درهم، وكرعين بـ 70 درهم.
من جهة أخرى، يتسوق هشام، الذي في الأربعينيات من عمره، منذ فترة طويلة من محلات بأولاد بلعكيد، القريبة من مراكش. ويؤكد هشام أن هذه المحلات تتبع إحدى الجمعيات المعروفة التي تضم أكثر من 14 ألف عضو في مجموعات الواتساب التابعة لها. وأوضح أن السلع التي تعرضها هذه المحلات متنوعة، وتنافس تلك المعروضة في الأسواق، بل تتفوق عليها من حيث الأسعار في ظل الغلاء الذي يعم الأسواق. تشمل السلع اللحوم والدواجن والأسماك المجمدة، إلى جانب الزيوت والمواد الغذائية المتنوعة والفواكه أحيانًا. على سبيل المثال، سعر الكبدة الأمريكية حوالي 42 درهم، وكرعين البقرة بـ 50 درهم للوحدة، وزيت الزيتون من 55 درهم، وزيت الفطور بـ 30 درهم للتر، والجبن بـ 40 درهم للعلبة الواحدة. وأضاف هشام أن المستفيد الأكبر من هذه المبادرة هو المستهلك المحلي، مشيرًا إلى أن المئات من الزوار يترددون يوميًا على محلات الجمعية رغم المسافة الكبيرة التي تفصلهم عن المحلات. كما تحدث عن محاولات من بعض لوبيات وسطاء وتجار متضررين من الإقبال الكبير على هذه المحلات للحد من نجاح هذه المبادرة. وطالب هشام بتعميم هذه التجربة على كافة المناطق في مراكش مستقبلاً، وربما في جميع المدن المغربية، معتبرًا أن المستهلك هو المستفيد الأكبر والحكم الأول والأخير في هذه المبادرة.