
في مشهد يعكس وتيرة تحول جازان إلى واحدة من أكثر الوجهات السياحية نمواً في المملكة، أظهرت بيانات حديثة لوزارة السياحة تحقيق المنطقة قفزة استثنائية خلال النصف الأول من عام 2025، بعدما استقطبت ما يزيد عن 1.6 مليون سائح مبيت، وهو ما يعادل 54.61% من إجمالي عدد سياح المنطقة في عام 2024 بأكمله. وامتد هذا الزخم ليشمل ليالي الإقامة التي سجلت 9.29 ملايين ليلة بنسبة إنجاز بلغت 55.17% مقارنة بالعام الماضي. غير أن مؤشرات الإنفاق جاءت أقل من المتوقع، إذ بلغ الإنفاق الإجمالي 1.17 مليار ريال فقط، بنسبة 41.10% من إنفاق 2024، في تباين يكشف تحدياً يتطلب تعزيزاً للإنفاق السياحي وتحسين القيمة الاقتصادية للرحلة الواحدة والليلة الواحدة في إحدى أبرز وجهات الجنوب السعودي.نمو متسارعتُظهر المؤشرات الرقمية الصادرة من وزارة السياحة أن جازان تواصل طريقها نحو تحقيق رقم سنوي غير مسبوق بحلول نهاية العام 2025. فاستقطابها لأكثر من 1.6 مليون سائح مبيت في ستة أشهر يضعها في موقع متقدم مقارنة بعام 2024 بأكمله، وهو عامل يعكس المكانة المتنامية للمنطقة كوجهة سياحية متنوعة ومتكاملة. ولا يقف النمو عند حدود عدد الزوار، بل يبرز بوضوح في حجم ليالي الإقامة التي بلغت 9.29 ملايين ليلة، وهو رقم يؤكد أن السائح يقضي وقتاً أطول في المنطقة، مستفيداً من تنوع التجارب السياحية، من الجزر والشواطئ إلى المرتفعات الباردة والوجهات التراثية، إذ بلغ متوسط مدة الإقامة 5.79 ليالٍ، ما يعكس رضا السائح عن التجربة السياحية المقدمة وتنوع البرامج القادرة على إبقائه فترة أطول.أداء لافتهذا الأداء اللافت لا يأتي بمعزل عن التطوير المتسارع في البنية التحتية السياحية، والفعاليات الموسمية، وتحسن الخدمات، وارتفاع جاذبية المنطقة في خريطة السياحة الداخلية. كما تلعب بيئة جازان الطبيعية الفريدة وتوزيعها الجغرافي المتنوع دوراً محورياً في تعزيز موقعها كوجهة مميزة في جنوب المملكة.تعزيز الاقتصادورغم الأداء القوي في مؤشرات الحجم، تكشف بيانات الإنفاق عن تحدٍ مهم يتطلب معالجة نوعية لضمان تحقيق توازن بين النمو الكمي والنمو الاقتصادي للسياحة. فإجمالي إنفاق السياح في النصف الأول من العام بلغ 1.17 مليار ريال فقط، ما يمثل 41.10% من إجمالي إنفاق عام 2024، وهو رقم أقل من المتوقع بالنظر إلى الارتفاع الكبير في عدد الزوار. وتشير هذه الفجوة إلى أن السائح الذي يتجه إلى جازان ينفق أقل من الأعوام الماضية، سواء على مستوى الرحلة الواحدة أو الليلة الواحدة.وبحسب التحليل، بلغ متوسط إنفاق السائح على الرحلة 732.60 ريالاً، فيما لم يتجاوز متوسط الإنفاق في الليلة الواحدة 126.46 ريالاً.وتؤكد البيانات أهمية تعزيز الاقتصاد السياحي عبر تطوير العروض والبرامج والتجارب، وتمكين القطاع الخاص من توسيع خيارات الضيافة والترفيه والتسوق، بما يسهم في رفع متوسط الإنفاق وتحقيق أثر اقتصادي أكبر يتناسب مع حجم الزخم الذي تشهده المنطقة.فرص أمام القطاعتكشف مؤشرات النصف الأول من عام 2025 عن فرص استثمارية واعدة لجهات السياحة في جازان والقطاع الخاص، سواء عبر تطوير سلاسل القيمة السياحية، أو توسيع خيارات الإقامة ذات القيمة المضافة، أو خلق تجارب جديدة تزيد من الإنفاق اليومي للسائح. وتشير اتجاهات النمو إلى إمكانية مضاعفة العائدات إذا ما تم التركيز على تنويع الأنشطة، وتطوير الفعاليات، وتوسيع منظومة التجارب المدفوعة، بما يحول جازان من وجهة جاذبة للزيارة فقط إلى وجهة جاذبة للإنفاق أيضاً.أبرز مؤشرات السياحة بجازان1.6 مليون سائح عدد زوار المبيت54.6 % نسبة عدد السياح مقارنة بإجمالي عام 20249.3 ملايين إجمالي ليالي الإقامة5.79 ليال متوسط مدة الإقامة1.17 مليار ريال إجمالي إنفاق السياح41.1 % نسبة الإنفاق مقارنة بعام 2024732.6 ريالاً متوسط الإنفاق على الرحلة126.5 ريالاً متوسط الإنفاق في الليلة