أي قهوة هي الأكثر فائدة للصحة.. الساخنة أم الباردة أم المثلجة؟

أثارت دراسات جديدة النقاش حول أي نوع من القهوة يُعدّ الأفضل صحياً، بعدما تبيّن أن جميع الأنواع – الساخنة والباردة والمثلجة – تحتوي على مضادات أكسدة مفيدة، غير أن الاختلاف يكمن في طريقة التحضير وتأثيرها على الجسم، إضافة إلى المكونات المضافة مثل السكر والحليب التي قد تُحوّل بعض المشروبات إلى أقرب ما يكون إلى الحلوى.
وتُحضّر القهوة المثلجة عبر سكب الماء الساخن على البن ثم تبريدها وتقديمها مع الثلج، بينما تعتمد القهوة الباردة على نقع البن الخشن في الماء بدرجة حرارة الغرفة لمدة تصل إلى 12 ساعة. هذا الاختلاف في التحضير يجعل القهوة الساخنة أكثر توازناً في النكهة وغنية بمضادات الأكسدة، في حين تمنح القهوة الباردة مذاقاً أنعم وحموضة أقل، ما يجعلها أخف على المعدة والأسنان.
ويُلاحظ أيضاً تباين في محتوى الكافيين، إذ يحتوي كوب كبير (16 أونصة) من القهوة الباردة على نحو 205 ملغ من الكافيين، مقابل 165 ملغ فقط في كوب القهوة المثلجة بالحجم نفسه. ورغم ذلك، تبقى الفوائد الصحية العامة متشابهة، مثل المساهمة في خفض مخاطر بعض الأمراض المزمنة، فيما يحدد المذاق ودرجة الحموضة اختيار المستهلك.
ومن ناحية الحموضة، تسرّع الحرارة في القهوة الساخنة عملية الأكسدة وتطلق مركبات تمنحها نكهة أكثر تعقيداً وتوازناً، بينما يؤدي النقع البطيء للقهوة الباردة إلى تجنّب استخراج بعض الأحماض والزيوت المرّة، وهو ما يجعل مذاقها أكثر نعومة وحلاوة طبيعية. لذلك ينصح بعض الخبراء من يعانون من تهيج المعدة أو الأسنان بالتحوّل إلى القهوة الباردة.
وبينما تختلف الأذواق، يبقى الاعتدال في الاستهلاك هو العامل الأهم، إذ يعتمد مدى صحة القهوة على الطريقة التي تُحضّر بها والإضافات التي ترافقها. فالقهوة قد تكون مشروباً صحياً غنياً بمضادات الأكسدة، لكنها قد تفقد الكثير من فوائدها إذا أُضيفت إليها كميات كبيرة من السكر أو المنكهات الصناعية.