احتجاجات “جيل Z” تُجبر رئيس مدغشقر على مغادرة البلاد

أكتوبر 14, 2025 - 16:15
 0
احتجاجات “جيل Z” تُجبر رئيس مدغشقر على مغادرة البلاد

أعلن رئيس مدغشقر، أندري راجولينا، أنه غادر البلاد خوفاً على حياته بعد تمرد عسكري، دون أن يعلن استقالته، في خطاب بُث مساء الاثنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مكان لم يُكشف عنه، وفق ما أفادت وكالة "أسوشيتد برس" الثلاثاء.

وشهدت البلاد منذ أسابيع احتجاجات مناهضة للحكومة قادها "جيل زد"، وتصاعدت الأحداث السبت الماضي عندما انضمت وحدة عسكرية نخبوية إلى المتظاهرين ودعت الرئيس وعدداً من الوزراء إلى التنحي، ما دفع راجولينا للتحذير من "محاولة غير قانونية للاستيلاء على السلطة" قبل أن يغادر البلاد.

وفي خطابه الذي ألقاه في وقت متأخر من الليل، قال راجولينا: "لقد اضطررت إلى البحث عن مكان آمن لحماية حياتي". وكان من المقرر عرض الخطاب على التلفزيون الرسمي، لكنه تأخر لساعات بعد محاولة جنود السيطرة على مباني هيئة الإذاعة، حسب مكتب الرئيس، ليُبث في النهاية على الصفحة الرسمية للرئاسة على فيسبوك فقط.

يمثل هذا الخطاب أول تعليق علني للرئيس منذ أن انقلبت وحدة "كابسـات" العسكرية على حكومته، وانضمت إلى آلاف المتظاهرين في ساحة رئيسية بالعاصمة أنتاناناريفو خلال نهاية الأسبوع. ودعا راجولينا إلى إجراء حوار لإيجاد مخرج من الأزمة مع التأكيد على ضرورة احترام الدستور، من دون توضيح كيفية مغادرته أو وجهته، رغم تقرير أفاد بأنه نُقل خارج البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية.

ومدغشقر، المستعمرة الفرنسية السابقة، شهدت احتجاجات انطلقت في 25 سبتمبر بسبب انقطاع المياه والكهرباء، لكنها تحولت سريعاً إلى حركة أوسع ضد الرئيس وحكومته، وهي أكبر اضطرابات تشهدها البلاد منذ تولي راجولينا السلطة لأول مرة عام 2009 على رأس حكومة انتقالية عقب انقلاب عسكري. وكانت الوحدة العسكرية النخبوية "كابسـات" نفسها التي تمردت عليه حالياً قد ساعدته في الوصول إلى الحكم آنذاك.

ولم يحدد راجولينا الجهة المسؤولة عن محاولة الانقلاب، في حين أعلنت وحدة "كابسـات" سيطرتها على جميع القوات المسلحة، وعينت ضابطاً جديداً قائداً للجيش بموافقة وزير الدفاع في ظل غياب الرئيس، فيما يبدو أنها باتت في موقع القوة وتحظى بدعم وحدات أخرى، من بينها قوات الدرك. وأوضح قائد الوحدة، الكولونيل مايكل راندريانيرينا، أن الجيش استجاب لنداءات الشعب، نافياً وجود انقلاب، وترك القرار للشعب بشأن مغادرة الرئيس أو إجراء انتخابات جديدة. وأضاف أن جنوده وقفوا إلى جانب المتظاهرين، وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن، ما أسفر عن مقتل أحد جنوده، لكن شوارع العاصمة لم تشهد معارك كبيرة، وظهر الجنود على متن مدرعات يلوحون بالأعلام وسط ترحيب السكان.

ونصحت السفارة الأميركية في مدغشقر مواطنيها بالبقاء في منازلهم بسبب "الوضع المتقلب"، بينما دعا الاتحاد الإفريقي جميع الأطراف إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس. وكانت الاحتجاجات التي قادها "جيل زد مدغشقر" قد أودت بحياة 22 شخصاً وأصابت العشرات، وفق الأمم المتحدة، التي انتقدت السلطات لاستخدامها القوة المفرطة، في حين شككت الحكومة في عدد القتلى المعلن. ويقول منظمو الحركة الشبابية إنهم استلهموا احتجاجاتهم من الانتفاضات التي أطاحت بحكومتي نيبال وسريلانكا.

وشهدت مدغشقر تاريخاً من الأزمات والانقلابات العسكرية منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، وبرز راجولينا سياسياً حين تولى رئاسة حكومة انتقالية بعد انقلاب 2009 الذي أجبر الرئيس مارك رافالومانانا على الفرار. وانتُخب رئيساً عام 2018 وأعيد انتخابه في 2023 في اقتراع قاطعته أحزاب المعارضة. وأفادت حكومة موريشيوس أن رئيس الوزراء السابق لمدغشقر وأحد أبرز مستشاري راجولينا فرّا أيضاً من البلاد على متن طائرة خاصة إلى الجزيرة المجاورة، معربة عن استيائها لهبوط الطائرة على أراضيها.