البروباغندا الجزائرية.. شنقريحة يعلن التأهب الدائم ويعيد إنتاج خطاب "العنتريات" في مواجهة الفشل الديبلوماسي

نوفمبر 1, 2025 - 17:20
 0
البروباغندا الجزائرية.. شنقريحة يعلن التأهب الدائم ويعيد إنتاج خطاب "العنتريات" في مواجهة الفشل الديبلوماسي

في الوقت الذي يواصل فيه المغرب تعزيز موقعه الإقليمي والدولي، وبعد المستجد الاستثنائي الذي عرفه ملف الصحراء المغربية، اختارت الجزائر مجددا التصعيد الإعلامي والعسكري في خطوة تندرج ضمن حملة بروباغندا تهدف إلى التغطية على إخفاقاتها الدبلوماسية المتكررة، حيث وبعد سلسلة من المواقف الدولية التي أكدت دعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، لجأت المؤسسة العسكرية الجزائرية إلى رفع “حالة التأهب الدائمة”، في رسالة ظاهرها “اليقظة”، وباطنها محاولة لشد انتباه الرأي العام الداخلي وصرفه عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها البلد.

وتأتي التعليمات الأخيرة لقائد أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، الذي تحدث عن “ضرورة التحلي بأقصى درجات الحذر والوعي بسبب السياق الجيوسياسي المعقد”، في سياق تكرار لنفس الخطاب العسكري الذي يستعمله النظام كلما وجد نفسه في مأزق دبلوماسي أو داخلي، حيث أصبحت هذه اللغة التي تستحضر “روح الثورة وملاحم التحرير” في نظر كثير من المتابعين، وسيلة لإحياء خطاب تعبوي قديم لم يعد يقنع الجزائريين أنفسهم، بعد أن تراجع تأثيره أمام واقع اقتصادي خانق واحتقان اجتماعي متزايد.

في المقابل، تواصل أبواق النظام العسكري حملتها الدعائية المعهودة، حيث نشر المعلق الرياضي المقرب من السلطة، حفيظ دراجي، تدوينة على حسابه في “إنستغرام” تحدث فيها عن “السيادة التي لا تمنح بل تنتزع”، في ترديد واضح للشعارات التي دأب الإعلام الرسمي على استعمالها لتغذية الإحساس الزائف بالمواجهة مع الخارج، غير أن الخطاب الذي يقدمه دراجي وغيره من وجوه الدعاية لم يعد يجد صدى واسعا، خصوصا بعد أن بات واضحا أن الجزائر فقدت الكثير من نفوذها في الملفات الإقليمية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.

ويرى المراقبون أن هذا التصعيد اللفظي والعسكري لا يتجاوز كونه محاولة لترميم صورة نظام فقد بريقه أمام الرأي العام الداخلي، خاصة بعدما فشل في تحقيق أي اختراق سياسي أو دبلوماسي في مواجهة النجاحات المتتالية للدبلوماسية المغربية، حيث أن الجزائر، لا تملك اليوم أدوات التأثير بقدر ما تملك رغبة في استعراض القوة أمام شعب بدأ يدرك أن الخطابات النارية لا تعوض غياب التنمية ولا تخلق فرص العمل.

واختارت الجزائر مجددا الرهان على لغة الاستعراض العسكري، بدل الانخراط في منطق الحوار والتكامل المغاربي لتواصل بذلك الدوران في نفس الحلقة المفرغة، حيث تتحول كل أزمة إلى فرصة لتذكير الداخل بوجود “العدو التقليدي”، في وقت تجاوز فيه المغرب هذه المرحلة، مركزا على بناء شراكات دولية قوية ومواصلة إصلاحاته التنموية في استقرار وواقعية.