الجري المتقطع.. تمرين قديم يعود بقوة ويثبت فعاليته في تحسين الصحة القلبية

اكتسب الجري المتقطع، وهو أحد أشكال التدريب عالي الكثافة، شعبية واسعة خلال العقدين الأخيرين بفضل برامج مثل تاباتا وكروس فت. ورغم أن جذوره تعود إلى نحو قرن من الزمن، إلا أن الأبحاث الحديثة أعادت تسليط الضوء على فوائده المتميزة مقارنةً بالركض المتواصل.
وتشير الدراسات إلى أن المشي والجري المتقطع لهما تأثير أكبر على الصحة الأيضية، خصوصاً في تنظيم مستويات الغلوكوز في الدم وتقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. كما أن لهذه التمارين أثراً إيجابياً على القلب والشرايين وتكوين الجسم عبر تقليل الدهون في مناطق التخزين الرئيسية.
وأظهرت تجارب عملية أن الأشخاص الذين مارسوا الركض السريع المتقطع حققوا تحسناً أكبر في الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين (VO₂ max) مقارنةً بمن اكتفوا بالركض المستمر بوتيرة ثابتة. ويُعتبر هذا المؤشر مقياساً مهماً للياقة القلبية الوعائية، حيث يرتبط بتحسين الأداء البدني وتقليل خطر الوفاة لأي سبب.
وتوضح الأبحاث أن إضافة حصص من الجري المتقطع إلى الركض الأسبوعي المنتظم، حتى ولو لفترة قصيرة مثل 12 أسبوعاً، ترفع مستوى الأداء بشكل ملحوظ. وتكمن الفائدة الأساسية في الوصول إلى نحو 90% من أقصى معدل لضربات القلب خلال الفترات المكثفة، مع ضرورة منح الجسم وقتاً كافياً للتعافي بين الجولات.
ويمكن تطبيق هذا النوع من التدريب بسهولة سواء في الهواء الطلق عبر الركض السريع بين أعمدة الإنارة ثم التعافي بالمشي أو الهرولة، أو داخل صالات الرياضة باستخدام أجهزة المشي المزوّدة ببرامج متقطعة. ويُظهر الجري المتقطع أنه خيار عملي وفعال للراغبين في تعزيز صحتهم القلبية والأيضية دون الحاجة إلى حصص طويلة من التمارين.