الحبيب بلكوش: الإعلام الرياضي شريك أساسي في تعزيز حقوق الإنسان داخل الفضاء الرياضي

احتضنت مدينة الدار البيضاء، يوم 26 نونبر 2025، ورشة توعوية حول التغطية الإعلامية للفعاليات الرياضية الكبرى وتعزيز حقوق الإنسان في الفضاء الرياضي، بمشاركة شركاء دوليين وخبراء وممثلي المؤسسات الوطنية والهيئات الرياضية، إضافة إلى عدد من الصحفيين والصحفيات.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الحبيب بلكوش، المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، أن تنظيم هذه الورشة يأتي في ظرفية رياضية استثنائية، حيث يستعد المغرب لاحتضان تظاهرات كبرى، على رأسها كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم لكرة القدم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، إلى جانب أحداث قارية ودولية أخرى.
الرياضة فضاء للقيم والتنمية
وشدد بلكوش على أن الرياضة لم تعد مجرد منافسات أو لحظات للفرجة، بل أصبحت فضاءً لتعزيز القيم الإنسانية وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة ونشر ثقافة حقوق الإنسان. وأضاف أن الطريقة التي يدبر بها المغرب تنظيم هذه الأحداث، وكيفية تغطيتها إعلامياً، تعكس اختياراته الحقوقية والحضارية.
ونبّه إلى أن الفضاء الرياضي قد يتحول، في غياب الضوابط، إلى بؤرة لخطابات الكراهية والعنف والتمييز، مما يستدعي يقظة جماعية لضمان فضاءات رياضية آمنة ودامجة.
التزامات دولية وخيار وطني ثابت
وأشار بلكوش إلى أن الرياضة تُعد حقاً أساسياً مرتبطاً بالصحة والترفيه والتربية، وهو ما أكدته المواثيق الدولية، من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى الاتفاقيات الخاصة بالطفل والمرأة والأشخاص ذوي الإعاقة.
كما توقف عند قرار مجلس حقوق الإنسان لسنتي 2023 و2025، الذي يدعو إلى خلق “فضاء رياضي خالٍ من العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب”، وإلى إعداد مدونات سلوك وتمويل حملات تحسيسية دولية.
وأكد أن المغرب تبنى رؤية تقوم على رياضة أخلاقية ودامجة، منسجمة مع المعايير الدولية ودفتر التحملات الخاص بكأس العالم، الذي يتضمن بنوداً واضحة حول احترام حقوق الإنسان وحماية الأطفال والمساواة ومنع التمييز.
إعلام مسؤول لمواجهة خطاب العنف
وأوضح بلكوش أن الإعلام الرياضي أصبح فاعلاً رئيسياً في تشكيل الرأي العام، وفي الوقاية من خطاب الكراهية والعنف اللفظي والرمزي، مؤكداً أن دوره يتجاوز مجرد نقل الخبر. وذكّر بالمرجعيات الدولية—من الميثاق الأولمبي إلى توصيات اليونسكو ومبادئ الأمم المتحدة—التي تعتبر الإعلام شريكاً أساسياً في احترام الحقوق أثناء التظاهرات الرياضية الكبرى.
وأشار إلى التحديات التي يطرحها العالم الرقمي، خصوصاً فيما يتعلق بانتشار خطاب العنف والتمييز والصور النمطية، وخاصة ضد النساء والأطفال والشباب. وأبرز تقاطع هذا الورش مع حملة “16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي”، المخصصة هذه السنة لمحاربة العنف الرقمي.
تعزيز الرياضة النسائية وحماية الفئات الهشة
وشدد بلكوش على ضرورة دعم الرياضة النسائية وحماية النساء من العنف داخل الفضاءات الرياضية، إضافة إلى حماية الأطفال والشباب واحترام كرامة العمال والمشجعين والصحفيين والرياضيين.
وأكد أن المغرب يطمح إلى تقديم نموذج إفريقي ودولي في تنظيم التظاهرات الرياضية وفق مقاربة حقوقية، من خلال:
الوقاية من خطاب الكراهية والعنف؛
تعزيز التنوع داخل وسائل الإعلام؛
دعم المشاركة المتوازنة للنساء؛
حماية القاصرين والشباب؛
ترسيخ قيم التسامح والإنصاف والتعايش.
دعوة إلى تعبئة جماعية
وفي ختام كلمته، دعا الحبيب بلكوش جميع الفاعلين—من مؤسسات وطنية وهيئات رياضية وإعلام ومجتمع مدني وجمعيات المشجعين—إلى مواصلة تعبئة الجهود لجعل التظاهرات الرياضية المقبلة رافعة حقيقية لحقوق الإنسان والتنمية.
وأكد أن الصحفيين والصحفيات شركاء استراتيجيون في هذا المسار، لما لهم من دور في تقديم تغطية مهنية مسؤولة تعطي للرياضة بعدها الإنساني وتعزز قيم الاحترام المتبادل والمساواة والتعددية.
وفي الختام، شدد على أن المندوبية الوزارية ستواصل مواكبة هذا الورش الاستراتيجي قانونياً وتربوياً وتنظيمياً، بشراكة مع مختلف الهيئات الوطنية والدولية.