"السنتيسي" يثير من جديد موضوع دعم "الكلينيكات" ويشعلها داخل البرلمان وخارجه

أثار إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، من جديد موضوع "دعم الاستثمار الموجه للمصحات الخاصة"، ما فجّر جدلاً واسعاً داخل لجنة المالية والتنمية الاقتصادية المنعقدة يوم الجمعة الماضية، مشيراً إلى إحدى المجموعات الصحية الكبرى التي أكد السنتيسي أنها “تحقق أرباحاً ضخمة ولا تحتاج إلى أي دعم حكومي”، مضيفاً أن رئيس المجموعة وخلال جولته لجمع دعم ومساندة الأحزاب والبرلمانيين، كان على متن سيارة تكلف 350 مليون سنتيم. وطالب النائب البرلماني، بالمقابل، بنشر لائحة المصحات الخاصة التي استفادت من دعم الاستثمار، من باب الشفافية وتكافؤ الفرص في الاستفادة من أموال الدولة.
وكان أمين التهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، قد قرر في وقت سابق تعليق دراسة ملفات الدعم الموجهة للمصحات الخاصة داخل اللجنة الوطنية للاستثمار، ما أثار نقاشاً واسعاً في الشارع المغربي، خصوصاً في ظل الرواج الكبير الذي يعرفه قطاع المصحات الخاصة مستغلاً ضعف "العرض الصحي العمومي"، علماً أن قرار الوزير ليس “منعاً كلياً للدعم” كما تصور البعض، بل تحفظاً مؤقتاً على التوقيع النهائي في انتظار مراجعة معايير الحكامة والتوازن بين القطاعين العام والخاص.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فقد تقدمت عدد من المصحات الخاصة فعلاً بطلبات للاستفادة من التحفيزات المالية في إطار ميثاق الاستثمار الجديد، والتي قد تصل إلى 30 في المائة من كلفة المشروع، وهي نسبة جد مهمة. بالمقابل، نفت الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة حينها ما ورد في تصريحات وزير الصحة والحماية الاجتماعية بشأن “الدعم المقدم لها”، مشددة على أن “أيّاً منها لم تستفد في أي وقت من أي إعانات أو دعم مالي من الدولة، سواء للتسيير أو للتجهيز”، معتبرة أن تصريحات من هذا النوع قد تثير “لبساً لدى الرأي العام وتقدّم صورة غير دقيقة” عن قطاع المصحات الخاصة، مشيرة إلى أن هذا الأخير “ساهم لعقود في أداء مهمة الصحة العمومية إلى جانب القطاع الحكومي”.