ميكروبات الأمعاء... سرّ خفي وراء المزاج والرغبة في الاستكشاف

نوفمبر 3, 2025 - 17:15
 0
ميكروبات الأمعاء... سرّ خفي وراء المزاج والرغبة في الاستكشاف

كشفت دراسة علمية حديثة أن تريليونات الميكروبات التي تعيش في أمعاء الإنسان قد تؤثر بشكل مباشر على مشاعره وطريقة تفاعله مع المواقف المختلفة. فقد توصل باحثون من جامعتي توركو الفنلندية وكورك الأيرلندية إلى أن تكوين الميكروبيوم المعوي يرتبط بسمات المزاج، مثل الحماس والنشاط، وهي الصفات التي تحدد مدى استعداد الإنسان لخوض تجارب جديدة أو مواجهة مواقف صعبة.

وركّز الباحثون على قياس "الاستجابة الإيجابية" عند الأفراد، أي الميل إلى التفاعل بانفتاح مع المواقف الجديدة بدل الانسحاب منها. ولتوضيح ذلك، أجرى الفريق تجارب على فئران زرعت في أمعائها بكتيريا مأخوذة من أطفال يتميزون بالحيوية والانطلاق، فظهرت على تلك الفئران سلوكيات أكثر جرأة واستعداداً للاستكشاف مقارنة بغيرها.

وفي إطار التجارب، وُضعت الفئران أمام بيئات غير مألوفة مثل ألواح مثقوبة أو مجالات اجتماعية جديدة، ولوحظ أن الفئران الحاملة لميكروبات “إيجابية” كانت أكثر ميلاً للتجربة والمغامرة. هذا السلوك دفع العلماء إلى ربط النشاط المعوي بالتفاعل العاطفي والقدرة على التنظيم الذاتي.

ومن جهة أخرى، دعمت دراسات سابقة هذه النتائج؛ إذ تبين أن الفئران التي نُشئت في بيئات معقّمة خالية من الميكروبات كانت أكثر عرضة للقلق وأقل ميلاً للتفاعل الاجتماعي. كما أظهرت تجارب أخرى أن تعديل الميكروبيوم عبر المضادات الحيوية أو البروبيوتيك يمكن أن يُحدث تغيّرات في السلوك والمزاج.

ويؤكد الباحثون أن هذا المجال العلمي الواعد يفتح آفاقاً جديدة لفهم العلاقة بين الأمعاء والدماغ، مشيرين إلى أن نقل الميكروبات من متبرعين أصحاء إلى مرضى يعانون من الاكتئاب قد ساهم بالفعل في تحسين حالتهم المزاجية لدى بعض الحالات، مما يجعل من الأمعاء أحد المفاتيح الخفية لتنظيم العاطفة والسلوك الإنساني.