الطيار لِـ"أخبارنا".. تمرد البوليساريو على قرار مجلس الأمن يضع الجزائر في ورطة وتصنيفها منظمة إرهابية بات وشيكا

نوفمبر 3, 2025 - 13:05
 0
الطيار لِـ"أخبارنا".. تمرد البوليساريو على قرار مجلس الأمن يضع الجزائر في ورطة وتصنيفها منظمة إرهابية بات وشيكا

قال الدكتور محمد الطيار، الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، إن قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2797 بشأن الصحراء المغربية "جاء ليكرّس واقعاً جديداً في مسار النزاع الإقليمي حول الصحراء"، مؤكداً أن الجبهة الانفصالية "لم تعد تُعامل كطرف سياسي، بعدما تجاوزها القرار الأممي الذي حصر مسار الحل في مبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الإطار الجاد والوحيد للتفاوض".

وأوضح الطيار، في تصريح لموقع أخبارنا المغربية، أن رفض جبهة البوليساريو، وبشكل رسمي، لقرار مجلس الأمن، يُعدّ خروجاً صريحاً عن الشرعية الدولية، معتبراً أن ذلك “يفقدها آخر مبرراتها السياسية ويحوّلها إلى كيان متمرد يعمل خارج القانون الدولي، يستمر في ممارسة العنف وتهديد المدنيين ورفض الحل السياسي”، وهو ما يجعلها ـ حسب تعبيره ـ تندرج ضمن المعايير التي تعتمدها الأمم المتحدة لتصنيف التنظيمات الإرهابية.

وأضاف المتحدث أن الجزائر، بصفتها الدولة الراعية والمحتضنة للجبهة فوق ترابها الوطني، تجد نفسها اليوم في موقع "دولة راعية لكيان متمرد"، ما سيزيد من الضغوط الدولية عليها، خاصة مع استمرار دعمها العسكري والسياسي للبوليساريو، التي تتحرك بشكل حر فوق الأراضي الجزائرية.

كما أشار الطيار إلى أن فقدان البوليساريو لغطائها السياسي جعلها تنزلق إلى "منطقة الخطر الأمني"، بعدما تحولت إلى مجموعة مسلحة تمارس الابتزاز والتهديد، وتنفذ هجمات على طول الجدار الأمني، وترتكب انتهاكات ضد المدنيين في تندوف والمناطق المجاورة، إضافة إلى تورطها في تهريب السلاح والبشر والمخدرات، والتنسيق مع تنظيمات متطرفة تنشط في الساحل الإفريقي.

في سياق متصل، أبرز رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية أن المعطيات الميدانية والاستخباراتية تؤكد تورط الجبهة في شبكات الإرهاب الإقليمي، من خلال ارتباطها بكيانات متطرفة تنشط بين شمال مالي وجنوب الجزائر، كتنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين"، وتنظيم "القاعدة" و"داعش" في الصحراء الكبرى، مما يجعلها – حسب تعبيره – “عاملاً مهدداً للأمن الإقليمي برمّته”.

وشدد الطيار على أن أي استمرار للجبهة في العمل المسلح أو التحريض ضد المغرب يدخل ضمن نطاق “الإرهاب الدولي وليس النضال السياسي”، داعياً المجتمع الدولي إلى “التحرك القانوني والدبلوماسي لتصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي”، على غرار مشروع القانون الذي تم تقديمه في الولايات المتحدة تحت اسم Polisario Front Terrorist Designation Act.

واختتم الطيار تصريحه بالتأكيد على أن تصنيف البوليساريو كحركة إرهابية لن يكون ضد السلم، بل من أجل تحقيق سلام حقيقي ودائم، مشيراً إلى أن “من يعرقل المسار السياسي ويستمر في التهديد والعنف لا يمكن اعتباره فاعلاً سياسياً شرعياً، بل تنظيماً إرهابياً يجب محاسبته على جرائمه”.