الوزير زيدان: أفراد الجالية يدركون حجم التحول الذي يعيشه المغرب في الوقت الذي لا تظهر هذه الإنجازات بنفس الوضوح لمن يعيش داخل البلاد

شهدت العاصمة الرباط، أمس السبت، فعاليات المحطة الثامنة من جولة “مسار الإنجازات”، التي شكلت مناسبة جديدة لإبراز التحولات الاقتصادية والتنموية المتسارعة التي يشهدها المغرب.
وخلال هذا اللقاء، أوضح كريم زيدان، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وعضو حزب التجمع الوطني للأحرار، أن جهة الرباط–سلا–القنيطرة أصبحت خلال السنوات الأخيرة إحدى أهم الوجهات الاستثمارية بالمغرب، وذلك لما تزخر به من مؤهلات وبنيات تحتية متطورة ومناخ آمن وجاذب للمستثمرين. وأضاف أن المستثمرين العالميين “يشهدون بجمالية الرباط وبمؤهلاتها العالية”، وهو ما جعل الجهة تحتل موقعاً متقدّماً في جلب الاستثمارات الأجنبية.
وكشف الوزير أن اللجنة الوطنية للاستثمار عقدت تسع دورات صادقت خلالها على أكثر من 250 مشروعاً استثمارياً، من شأنها توفير عشرات الآلاف من فرص الشغل، ما يعكس نجاعة الجهود الحكومية لتبسيط المساطر وتحسين مناخ الأعمال.
وفي سياق دعم الاقتصاد الوطني، توقف زيدان عند برنامج دعم المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة الذي أطلقه رئيس الحكومة عزيز أخنوش مؤخراً، والذي يهدف إلى فتح آفاق جديدة أمام شباب مختلف مناطق المملكة. وقال إن هذا البرنامج سيُحدث نقلة نوعية خاصة في المدن الصغرى، حيث أصبح بإمكان شاب في الرشيدية، مثلاً، الاستثمار في منطقته دون الحاجة للانتقال إلى مدن أخرى، وهو ما يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة المجالية.
وتوقف الوزير عند دور الجالية المغربية بالخارج في قراءة التحولات التي يعيشها الوطن، قائلاً إن أفرادها “يدركون حجم التغيير الكبير الذي يعرفه المغرب، في حين قد لا تظهر هذه الإنجازات بنفس الوضوح لمن يعيش داخل البلاد بشكل يومي”. هذا التباين، وفق زيدان، يعكس حجم التطور المتسارع الذي أصبح ملموساً بشكل أكبر عند الزائرين.
وأشار أيضاً إلى أن حكومة أخنوش رفعت من حجم الاستثمار العمومي إلى مستوى غير مسبوق سيبلغ 380 مليار درهم خلال السنة المقبلة، وهو ما يعكس إرادة سياسية قوية لدعم البنيات التحتية وتعزيز جاذبية الاقتصاد الوطني.
وأوضح زيدان أن الدينامية الكبيرة التي تعرفها جهة الرباط ليست وليدة اللحظة، بل هي ثمرة جهود متواصلة، من ضمنها الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة للصين قبل سنتين والتي ساهمت بشكل مباشر في استقطاب شركات صينية كبرى للاستثمار في المغرب.
كما توقف عند التحولات العميقة التي يشهدها قطاع الصحة، مبرزاً أن تحسين المنظومة الصحية أصبح عاملاً رئيسياً في جذب المستثمرين، جنباً إلى جنب مع تطوير البنيات التحتية.
وأكد الوزير أن الشركات الكبرى تثق اليوم في المغرب وحكومته، بالنظر إلى الاستقرار والإصلاحات المتواصلة والطاقات الشابة المؤهلة التي تزخر بها البلاد. وختم قوله بأن “المستقبل سيكون زاهراً”، مضيفاً أن دوره كوزير هو الدفاع عن المستثمرين ومواكبتهم في كل مراحل مشاريعهم، دعماً لمسار التنمية الشاملة التي يخوضها المغرب بثبات.