كيف يقود الطمع المستثمرين إلى الخسارة في سوق الأسهم؟
"ركز على الاستثمار في المدى الطويل، وتجنب الطمع الشديد، والخوف الشديد كذلك".. هذه هي نصيحة أحد أهم المستثمرين في سوق الأسهم الأمريكي، "شيلبي ديفيس"، ملخصًا كيف تمكّن من صنع ثروة كبيرة من التداول.
وأهمية نصيحة "ديفيس" أن الكثير من المتداولين يقعون في فخ الطمع في سوق الأسهم، حيث يغريهم صعود سريع لسهم بشرائه، دون التأكد من صلابة العوامل التي تؤدي لموجة الصعود، ومع تكشف المبالغة في تقييم السهم، يشهد السهم تراجعًا سعريًا سريعًا، ليتكبد المتداول الخسائر بدلًا من جني المكاسب.
نمو تريليوني
ولعل أحد أهم العناصر التي تبرز ظاهرة الطمع في سوق الأسهم ما حدث مؤخرًا مع شركة "إيلي ليلي" لإنتاج الأدوية، التي دخلت مؤخرًا نادي الصفوة الذي يضم الشركات التي تتخطى قيمتها السوقية تريليون دولار.
فالشركة الرائدة في مجال أدوية السمنة والسكري، التي قدمت "مونجارو" المنتج الأكثر مبيعًا في هذا المجال، وصلت إلى مضاعف أرباح تخطى 52 في نوفمبر الماضي، مع صعودها بنسبة أكثر من 35% بين نوفمبر 2024 ونوفمبر 2025 وبنسبة 629% خلال السنوات الخمس الماضية.
فالسوق ينظر إلى إيلي ليلي كشركة نمو، أو سهم نمو، بفضل سوق السمنة الذي من المتوقع أن يصل إلى 57 مليار دولار بحلول عام 2032 بمعدل نمو سنوي مركب 26%، بل وتصل بعض التقديرات إلى 150 مليار دولار في عام 2035 وفقًا لـ "مورغان ستانلي".
وما يدفع المستثمرين للمزيد من الاهتمام بشركات الأدوية العاملة في هذا القطاع وعلى رأسها "إيلي ليلي" هو أن التقديرات لنمو سوقها تتزايد باستمرار، فتقدير "مورغان ستانلي" السابق يأتي ارتفاعًا من تقييم عام 2024 ببلوغ حجم السوق 105 مليارات دولار في 2035.
ولا شك أن هناك أسبابًا منطقية لتوقعات النمو، لعل أولها أن هذا السوق شهد نموًا سريعًا للغاية في الأعوام الثلاثة السابقة، فضلًا عن أن عدد الذين يعانون من السمنة عالميًا كبير للغاية ويتخطى 1.2 مليار شخص بما يوفر سوقًا واسعاً للغاية، فضلًا عن الدعم التشريعي والمؤسسي في العديد من الدول لنشر هذه الأدوية.
كل هذه أسباب تدفع للنمو الكبير، لا سيما مع انتشار دراسات تؤكد أن أدوية إنقاص الوزن لها أثر كبير في معالجة أمراض أخرى.
شكوك
ولكن هل يبرر هذا مضاعف أرباح يتخطى 52؟ يبدو الأمر محل شك في ظل ظهور أبحاث مناقضة تشير إلى تأثيرات سلبية لأدوية إنقاص الوزن لا سيما على التمثيل الغذائي، بل ومخاطر بالإصابة ببعض الأمراض الأخرى، فضلًا عن تحذير الكثير من الهيئات من أن تلك الأدوية لم يتم دراستها وإجراء التجارب عليها بما يكفي.
كما أن التوسع في السوق الأمريكي لهذه الأدوية يفوق نظيره في بقية الأسواق بشكل واضح، فضلًا عن بعض الشكوك في توسع الشراء للمنتجات في ظل ثمنها المرتفع بالنسبة للكثير من الأسواق، وانتقاد الكثير من الأسواق الغربية -وعلى رأسها الولايات المتحدة- لتباين أسعار المنتجات بين الدول وبعضها البعض وفقًا للإقبال على المنتجات ولمستوى المعيشة في كل دولة.
لذا فعلى الرغم من أن مستقبل هذا القطاع يبدو مشرقًا بكل تأكيد، فإن تناقض التوقعات بين 57-150 مليار دولار في حجم السوق خلال 10 سنوات أمر يجب أن يثير الانتباه، كما أن المغامرة في قطاع الأدوية أمر محفوف بالمخاطر في ظل أن خبرًا سلبيًا واحدًا مؤكدًا حول عقار قد يهدد استقرار شركة بأكملها.
التاريخ "الكاشف"
وعندما ننظر إلى مسار شركة "إيلي ليلي" الصاعد، يصبح من الضروري مقارنته بما حدث لشركة كبيرة أخرى في المجال نفسه، "فايزر"، فالمقارنة بينهما تكشف بوضوح كيف يمكن للطمع أن يوجّه قرارات السوق والمستثمرين في اتجاهين متعاكسين: نحو الصعود المبالغ فيه، ثم الهبوط الحاد.
فخلال فترة جائحة كورونا، شهد سهم شركة فايزر ارتفاعًا غير مسبوق، مدفوعًا بالطلب الهائل والمستمر على لقاحات الفيروس، حيث وصلت القيمة السوقية للشركة إلى ذروتها مسجلة أكثر من 330 مليار دولار في نهاية عام 2021.
في تلك الفترة، تحولت فايزر في نظر الكثير من المستثمرين إلى وسيلة للربحية السريعة التي لا تتوقف، وكان هذا الإقبال الجامح انعكاسًا صريحًا لظاهرة الطمع في السوق، حيث تسابق المستثمرون لشراء السهم مدفوعين بأمل استمرار هذه المكاسب القياسية، دون الانتباه إلى أن هذا الطلب الاستثنائي على اللقاحات كان ظرفيًا ومرتبطًا بوضع عالمي مؤقت، وليس دائمًا أو مستدامًا.
لذا وبمجرد أن بدأت حدة الجائحة في الانحسار، تراجع الطلب على اللقاحات بشكل ملحوظ، وبدأت إيرادات فايزر تتأثر سلبًا بشكل مباشر، حيث انخفضت من 101 مليار دولار في عام 2022 إلى حوالي 63.6 مليار دولار عام 2024، مع توقعات مماثلة تتراوح 61-63 مليار دولار لعام 2025.
أما على مستوى الأرباح، فقد شهدت هبوطًا حادًا من مستويات الذروة القياسية لتصل إلى صافي دخل سنوي يقارب 9.8 دولار مليار فقط خلال الاثني عشر شهرًا الأخيرة، وهو ما يمثل تراجعًا كبيرًا عن مستويات الربح التي حققتها في أوج الأزمة الصحية. وكانت النتيجة الحتمية لهذه التراجعات هي انخفاض قيمة الشركة بنسبة أكثر من 55% خلال 4 سنوات تقريبًأ، لتصبح أقل من نصف قيمتها التي بلغتها في ذروة الجائحة.
الطمع قد يصيب الجميع
ويكشف مضاعف الربحية تغير نظرة السوق تجاه سهم فايزر بمرور الوقت، الذي انخفض إلى نحو 23 في نوفمبر 2025، هذا الرقم يعكس انتقال السهم من حالة "التفاؤل المفرط" إلى تقييم أكثر تحفظًا وواقعية، بعد أن تجاوز مضاعف الربحية مستويات 50 في بعض فترات عام 2021.
في المقابل، لا يزال مضاعف الربحية لشركة "إيلي ليلي" يتجاوز 52، وهو ما يؤكد أن السهم لا يزال مدفوعًا بالكامل بالتوقعات المتفائلة بشأن مستقبل سوق أدوية السمنة والسكري الضخم، على الرغم من أن تجربة "فايزر" قد تتكرر بشكل أو بآخر مع الشركة الصاعدة، سواء بأبحاث أو منتجات أحدث أو بتراجع الطلب الصاعد بقوة.
وفي هذا الإطار، يرى "ديفيد كوهين"، مؤلف كتاب "الخوف والطمع والذعر: سيكولوجيا سوق المال"، أن حتى المستثمرين الجادين ليسوا بمنأى عن الوقوع في فخ الطمع والرغبة في تحقيق أرباح سريعة. ومع ذلك، غالبًا ما تدفعهم التجارب السلبية إلى تبني نهج أكثر توازنًا في تعاملاتهم المستقبلية.
ويشير كوهين إلى أن ما لا يقل عن 70% من الداخلين إلى سوق الأسهم تحركهم الرغبة في تحقيق دخل سريع دون بذل جهد يُذكر، وهو ما يُعرف بالدخل السلبي، خاصة وأن هذا النوع من الدخل يخضع لضرائب محدودة أو لا يخضع لها في كثير من الدول، وبالتالي فإن الدافع الأساسي لدخولهم السوق هو الطمع.
كما يوضح كوهين أن أكثر من 80% من المتعاملين يفقدون اتزانهم تحت تأثير الخسائر أو المكاسب المتتالية، فيصرون على الاحتفاظ بالأسهم رغم وضوح ضرورة البيع عند الخسارة، ويبالغون في الاحتفاظ بها بعد تحقيق مكاسب أملاً في المزيد، بل إن بعضهم يستمر في الاحتفاظ حتى بعد تحول الأرباح إلى خسائر، طمعًا في ارتداد صاعد للسوق.
ويخلص كوهين إلى أن سوق المال يتحول أحيانًا إلى ساحة لنقل الثروة من المستثمرين قليلي الخبرة إلى أصحاب الخبرات الكبيرة، مشيرًا إلى أن آليات السوق نفسها تميل لصالح الفئة الأخيرة، كونها الأكثر ثراءً والأقدر على التحكم في قراراتها وردود أفعالها وقت الأزمات.
لذا فالطريق الوحيد ليتجنب المتداول تأثيرات الطمع السلبية لقدرته على الحكم على الأمور في سوق الأسهم هو تجنب النظرة الأحادية إلى السهم بوصفه "فرصة"، وعمل "موازنة" واضحة بين مزايا الشركات والتحديات التي تواجهها قبل اتخاذ قراره الاستثماري.
المصادر: أرقام- مورغان ستانلي- سي.إن.إن- كتاب " Fear, Greed and Panic: The Psychology of the Stock Market"- فورتشن- فوربس
كيف يقود الطمع المستثمرين إلى الخسارة في سوق الأسهم؟
2025/12/05 أرقام - خاص"ركز على الاستثمار في المدى الطويل، وتجنب الطمع الشديد، والخوف الشديد كذلك".. هذه هي نصيحة أحد أهم المستثمرين في سوق الأسهم الأمريكي، "شيلبي ديفيس"، ملخصًا كيف تمكّن من صنع ثروة كبيرة من التداول.
وأهمية نصيحة "ديفيس" أن الكثير من المتداولين يقعون في فخ الطمع في سوق الأسهم، حيث يغريهم صعود سريع لسهم بشرائه، دون التأكد من صلابة العوامل التي تؤدي لموجة الصعود، ومع تكشف المبالغة في تقييم السهم، يشهد السهم تراجعًا سعريًا سريعًا، ليتكبد المتداول الخسائر بدلًا من جني المكاسب.
نمو تريليوني
ولعل أحد أهم العناصر التي تبرز ظاهرة الطمع في سوق الأسهم ما حدث مؤخرًا مع شركة "إيلي ليلي" لإنتاج الأدوية، التي دخلت مؤخرًا نادي الصفوة الذي يضم الشركات التي تتخطى قيمتها السوقية تريليون دولار.
فالشركة الرائدة في مجال أدوية السمنة والسكري، التي قدمت "مونجارو" المنتج الأكثر مبيعًا في هذا المجال، وصلت إلى مضاعف أرباح تخطى 52 في نوفمبر الماضي، مع صعودها بنسبة أكثر من 35% بين نوفمبر 2024 ونوفمبر 2025 وبنسبة 629% خلال السنوات الخمس الماضية.
فالسوق ينظر إلى إيلي ليلي كشركة نمو، أو سهم نمو، بفضل سوق السمنة الذي من المتوقع أن يصل إلى 57 مليار دولار بحلول عام 2032 بمعدل نمو سنوي مركب 26%، بل وتصل بعض التقديرات إلى 150 مليار دولار في عام 2035 وفقًا لـ "مورغان ستانلي".
وما يدفع المستثمرين للمزيد من الاهتمام بشركات الأدوية العاملة في هذا القطاع وعلى رأسها "إيلي ليلي" هو أن التقديرات لنمو سوقها تتزايد باستمرار، فتقدير "مورغان ستانلي" السابق يأتي ارتفاعًا من تقييم عام 2024 ببلوغ حجم السوق 105 مليارات دولار في 2035.
ولا شك أن هناك أسبابًا منطقية لتوقعات النمو، لعل أولها أن هذا السوق شهد نموًا سريعًا للغاية في الأعوام الثلاثة السابقة، فضلًا عن أن عدد الذين يعانون من السمنة عالميًا كبير للغاية ويتخطى 1.2 مليار شخص بما يوفر سوقًا واسعاً للغاية، فضلًا عن الدعم التشريعي والمؤسسي في العديد من الدول لنشر هذه الأدوية.
كل هذه أسباب تدفع للنمو الكبير، لا سيما مع انتشار دراسات تؤكد أن أدوية إنقاص الوزن لها أثر كبير في معالجة أمراض أخرى.
شكوك
ولكن هل يبرر هذا مضاعف أرباح يتخطى 52؟ يبدو الأمر محل شك في ظل ظهور أبحاث مناقضة تشير إلى تأثيرات سلبية لأدوية إنقاص الوزن لا سيما على التمثيل الغذائي، بل ومخاطر بالإصابة ببعض الأمراض الأخرى، فضلًا عن تحذير الكثير من الهيئات من أن تلك الأدوية لم يتم دراستها وإجراء التجارب عليها بما يكفي.
كما أن التوسع في السوق الأمريكي لهذه الأدوية يفوق نظيره في بقية الأسواق بشكل واضح، فضلًا عن بعض الشكوك في توسع الشراء للمنتجات في ظل ثمنها المرتفع بالنسبة للكثير من الأسواق، وانتقاد الكثير من الأسواق الغربية -وعلى رأسها الولايات المتحدة- لتباين أسعار المنتجات بين الدول وبعضها البعض وفقًا للإقبال على المنتجات ولمستوى المعيشة في كل دولة.
لذا فعلى الرغم من أن مستقبل هذا القطاع يبدو مشرقًا بكل تأكيد، فإن تناقض التوقعات بين 57-150 مليار دولار في حجم السوق خلال 10 سنوات أمر يجب أن يثير الانتباه، كما أن المغامرة في قطاع الأدوية أمر محفوف بالمخاطر في ظل أن خبرًا سلبيًا واحدًا مؤكدًا حول عقار قد يهدد استقرار شركة بأكملها.
التاريخ "الكاشف"
وعندما ننظر إلى مسار شركة "إيلي ليلي" الصاعد، يصبح من الضروري مقارنته بما حدث لشركة كبيرة أخرى في المجال نفسه، "فايزر"، فالمقارنة بينهما تكشف بوضوح كيف يمكن للطمع أن يوجّه قرارات السوق والمستثمرين في اتجاهين متعاكسين: نحو الصعود المبالغ فيه، ثم الهبوط الحاد.
فخلال فترة جائحة كورونا، شهد سهم شركة فايزر ارتفاعًا غير مسبوق، مدفوعًا بالطلب الهائل والمستمر على لقاحات الفيروس، حيث وصلت القيمة السوقية للشركة إلى ذروتها مسجلة أكثر من 330 مليار دولار في نهاية عام 2021.
في تلك الفترة، تحولت فايزر في نظر الكثير من المستثمرين إلى وسيلة للربحية السريعة التي لا تتوقف، وكان هذا الإقبال الجامح انعكاسًا صريحًا لظاهرة الطمع في السوق، حيث تسابق المستثمرون لشراء السهم مدفوعين بأمل استمرار هذه المكاسب القياسية، دون الانتباه إلى أن هذا الطلب الاستثنائي على اللقاحات كان ظرفيًا ومرتبطًا بوضع عالمي مؤقت، وليس دائمًا أو مستدامًا.
لذا وبمجرد أن بدأت حدة الجائحة في الانحسار، تراجع الطلب على اللقاحات بشكل ملحوظ، وبدأت إيرادات فايزر تتأثر سلبًا بشكل مباشر، حيث انخفضت من 101 مليار دولار في عام 2022 إلى حوالي 63.6 مليار دولار عام 2024، مع توقعات مماثلة تتراوح 61-63 مليار دولار لعام 2025.
أما على مستوى الأرباح، فقد شهدت هبوطًا حادًا من مستويات الذروة القياسية لتصل إلى صافي دخل سنوي يقارب 9.8 دولار مليار فقط خلال الاثني عشر شهرًا الأخيرة، وهو ما يمثل تراجعًا كبيرًا عن مستويات الربح التي حققتها في أوج الأزمة الصحية. وكانت النتيجة الحتمية لهذه التراجعات هي انخفاض قيمة الشركة بنسبة أكثر من 55% خلال 4 سنوات تقريبًأ، لتصبح أقل من نصف قيمتها التي بلغتها في ذروة الجائحة.
الطمع قد يصيب الجميع
ويكشف مضاعف الربحية تغير نظرة السوق تجاه سهم فايزر بمرور الوقت، الذي انخفض إلى نحو 23 في نوفمبر 2025، هذا الرقم يعكس انتقال السهم من حالة "التفاؤل المفرط" إلى تقييم أكثر تحفظًا وواقعية، بعد أن تجاوز مضاعف الربحية مستويات 50 في بعض فترات عام 2021.
في المقابل، لا يزال مضاعف الربحية لشركة "إيلي ليلي" يتجاوز 52، وهو ما يؤكد أن السهم لا يزال مدفوعًا بالكامل بالتوقعات المتفائلة بشأن مستقبل سوق أدوية السمنة والسكري الضخم، على الرغم من أن تجربة "فايزر" قد تتكرر بشكل أو بآخر مع الشركة الصاعدة، سواء بأبحاث أو منتجات أحدث أو بتراجع الطلب الصاعد بقوة.
وفي هذا الإطار، يرى "ديفيد كوهين"، مؤلف كتاب "الخوف والطمع والذعر: سيكولوجيا سوق المال"، أن حتى المستثمرين الجادين ليسوا بمنأى عن الوقوع في فخ الطمع والرغبة في تحقيق أرباح سريعة. ومع ذلك، غالبًا ما تدفعهم التجارب السلبية إلى تبني نهج أكثر توازنًا في تعاملاتهم المستقبلية.
ويشير كوهين إلى أن ما لا يقل عن 70% من الداخلين إلى سوق الأسهم تحركهم الرغبة في تحقيق دخل سريع دون بذل جهد يُذكر، وهو ما يُعرف بالدخل السلبي، خاصة وأن هذا النوع من الدخل يخضع لضرائب محدودة أو لا يخضع لها في كثير من الدول، وبالتالي فإن الدافع الأساسي لدخولهم السوق هو الطمع.
كما يوضح كوهين أن أكثر من 80% من المتعاملين يفقدون اتزانهم تحت تأثير الخسائر أو المكاسب المتتالية، فيصرون على الاحتفاظ بالأسهم رغم وضوح ضرورة البيع عند الخسارة، ويبالغون في الاحتفاظ بها بعد تحقيق مكاسب أملاً في المزيد، بل إن بعضهم يستمر في الاحتفاظ حتى بعد تحول الأرباح إلى خسائر، طمعًا في ارتداد صاعد للسوق.
ويخلص كوهين إلى أن سوق المال يتحول أحيانًا إلى ساحة لنقل الثروة من المستثمرين قليلي الخبرة إلى أصحاب الخبرات الكبيرة، مشيرًا إلى أن آليات السوق نفسها تميل لصالح الفئة الأخيرة، كونها الأكثر ثراءً والأقدر على التحكم في قراراتها وردود أفعالها وقت الأزمات.
لذا فالطريق الوحيد ليتجنب المتداول تأثيرات الطمع السلبية لقدرته على الحكم على الأمور في سوق الأسهم هو تجنب النظرة الأحادية إلى السهم بوصفه "فرصة"، وعمل "موازنة" واضحة بين مزايا الشركات والتحديات التي تواجهها قبل اتخاذ قراره الاستثماري.
المصادر: أرقام- مورغان ستانلي- سي.إن.إن- كتاب " Fear, Greed and Panic: The Psychology of the Stock Market"- فورتشن- فوربس
