بالفيديو… "صنصال" يفجّر حقائق صادمة في وجه الكابرانات ويكشف أسرار سنة كاملة من العزلة داخل سجون الجزائر

نوفمبر 25, 2025 - 12:20
 0
بالفيديو… "صنصال" يفجّر حقائق صادمة في وجه الكابرانات ويكشف أسرار سنة كاملة من العزلة داخل سجون الجزائر

في أول ظهور إعلامي له بعد الإفراج عنه، فجّر الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال معطيات خطيرة عبر أثير إذاعة فرانس إنتر، حيث كشف تفاصيل اعتقاله المثير للجدل، موجّهًا اتهامات ثقيلة للسلطات الجزائرية، مؤكداً أن ألمانيا لعبت دورًا حاسمًا في إطلاق سراحه ونقله إلى برلين تحت حماية رسمية.

وفي سياق حديثه، شدّد صنصال على أن اعتقاله لم يكن مرتبطًا بأي نشاط جنائي، بل سببه تصريح سياسي أدلى به قبل عام، قال فيه إن “جزءًا كبيرًا من الأراضي التي تُعرف اليوم بالجزائر كانت في الأصل أراضٍ مغربية اقتطعها الاستعمار الفرنسي وضمّها للجزائر”. واعتبر أن هذا التصريح شكّل “تحديًا للخط الأحمر الأكبر” لدى النظام الجزائري، ما دفعه إلى الزجّ به في السجن.

وأوضح صنصال أن السلطات وجّهت له سلسلة من التهم الواسعة والفضفاضة، من بينها التحريض والمس بالجيش والإخلال بالنظام العام، وصولاً إلى اتهامات وصفها بأنها “عبثية” ولا هدف لها سوى معاقبته على مواقفه السياسية. وأضاف أنه كان يدرك منذ البداية أن سبب سجنه الحقيقي هو حديثه عن الحدود التاريخية بين المغرب والجزائر، موضوع يعتبره النظام ممنوعًا لأنه “يهدم السردية الرسمية حول وحدة الأراضي الجزائرية”.

وكشف الكاتب أن مسؤولي السجن كانوا يوجهون له رسائل مبطنة للضغط عليه، وأن أحد كبار الضباط قال له قبل ساعات من الإفراج عنه عبارة لافتة: “يجب أن تضع الماء في نبيذك… أنت تقول الكثير من الأشياء السيئة”. واعتبر صنصال أن هذه الجملة تختصر طبيعة النظام الذي يوظّف القضاء كأداة سياسية لخنق كل صوت معارض.

وأشار صنصال إلى أن الرقابة داخل السجون كانت شديدة إلى درجة جعلته يتجنب تدوين أي ملاحظات شخصية، إذ كانت فرق خاصة – سمّاها “المخترقين” – تفتش أغراض السجناء باستمرار وتصادر أي ورقة مكتوبة، وتفرض عقوبات إضافية قد تصل إلى أسابيع من العزل الانفرادي. وقال إنه لذلك امتنع تمامًا عن الكتابة طوال مدة اعتقاله.

كما أكد أن فرنسا لم تكن قادرة على حمايته بسبب حساسية علاقاتها مع الجزائر، بينما تدخلت ألمانيا بقوة بعدما رأت أن بقاءه في الجزائر يشكل خطرًا على حياته. وأضاف أنه فوجئ عند خروجه من السجن بوجود ممثلين عن السفارة الألمانية في استقباله، حيث نُقل مباشرة إلى المطار ليغادر نحو برلين في الليلة نفسها، فيما أُجلِيَت زوجته بشكل منفصل حفاظًا على أمنها.

وختم صنصال مؤكداً أن ما تعرّض له يعكس أسلوب النظام الجزائري في التعامل مع الأصوات المنتقدة، خاصة في الملفات الحساسة مثل الحدود التاريخية أو طبيعة الحكم. وأشار إلى أنه لن يتراجع عن مواقفه، لكنه سيختار توقيت تصريحاته بعناية، لافتًا إلى أن تجربته تلخص “طريقة حكم النظام: السجن أو المنفى لكل من يرفع صوته”.