بريطانيا تمنع مواطنيها من شرب الكحول أثناء تواجدهم في المغرب
أصدرت بريطانيا تحذيرا شديد اللهجة لمواطنيها بخصوص شرب الكحول في عدد من دول العالم، من بينها المغرب، بعد اتساع رقعة الحوادث المرتبطة بتناول مشروبات كحولية ملوّثة بالميثانول، وهي مادة سامة يمكن أن تودي بالحياة خلال ساعات قليلة، حيث جاء القرار البريطاني، في سياق تحديث رسمي لقائمة الدول التي تشكل خطرا متزايدا في هذا المجال، يعكس مخاوف حقيقية من انتشار مشروبات مغشوشة قد تباع داخل منشآت غير خاضعة للمراقبة الصارمة أو عبر قنوات غير قانونية.
ووفق المعطيات التي نشرتها وزارة الخارجية البريطانية، فإن إدراج المغرب ضمن قائمة الدول عالية الخطورة يرتبط بارتفاع عالمي ملحوظ في حوادث التسمم بالميثانول، وما خلفته من وفيات وإصابات خطيرة في مناطق مختلفة، مما دفع لندن إلى توسيع قائمتها لتشمل إحدى عشرة دولة إضافية، حيث توصي الوزارة مواطنيها بعدم استهلاك أي مشروب كحولي خارج الزجاجات الأصلية، وتجنب المنتجات المجهولة المصدر أو المقدمة بشكل مجاني، مع التشديد على مراقبة ظهور أعراض غير طبيعية قد تظهر سريعا بعد الشرب، مثل اضطرابات الرؤية أو صداع حاد يشبه "الأنهاك الشديد".
وتحذر السلطات البريطانية من أن الميثانول، الذي يستخدم عادة في الصناعة كمادة تنظيف ومذيب للدهانات، يخلط أحيانا بالمشروبات المقلدة لخفض تكاليف التصنيع، وهو أمر يكاد يستحيل اكتشافه لأنه عديم اللون والرائحة والطعم، كما أشارت إلى أن كميات صغيرة جدا منه قد تقود إلى فقدان البصر أو الوفاة خلال فترة تتراوح بين 12 و48 ساعة فقط، ما يجعل كل عملية استهلاك في هذه الظروف محفوفة بمخاطر غير محسوبة.
وتنبه الهيئات الصحية العالمية إلى أن انتشار هذا النوع من الغش يرتبط غالبا بالسوق السوداء أو محلات عشوائية لا تخضع للمراقبة، وهو ما يعزز الحاجة إلى وعي أكبر لدى المستهلكين، سياحا كانوا أو مواطنين، خاصة في فترات الحركية السياحية المكثفة، إذ تأتي هذه التحذيرات في وقت تكثف فيه بريطانيا حملات التوعية داخل البلاد وخارجها، بهدف الحد من عدد الإصابات ومساعدة المسافرين على التعرف المبكر على أعراض التسمم.
ورغم أن المغرب لم يسجل حالات واسعة النطاق في هذا الإطار، إلا أن إدراجه ضمن لائحة تضم أكثر من 25 دولة يؤكد أن السلطات البريطانية تتعامل مع الموضوع بمنطق الاحتراز المسبق، وتفضل تحصين مواطنيها من أي احتمال قائم، مهما بدا ضئيلا، حيث وفي ظل هذا الوضع، يتواصل التشديد على ضرورة التعامل فقط مع أماكن موثوقة ومعروفة، وتجنب أي منتج كحولي لا يحمل علامات تجارية أصلية أو لا يعرض في ظروف قانونية واضحة.
