ترامب يربط بين "الباراسيتامول" والتوحد.. والعلماء ينفون: لا دليل علمي

أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلاً واسعاً بعدما ربط بين استخدام النساء الحوامل لعقار الباراسيتامول (المعروف باسم الأسيتامينوفين أو "تايلينول") وبين ارتفاع معدلات الإصابة بالتوحد لدى الأطفال، في وقت تسجل فيه الولايات المتحدة تزايداً ملحوظاً في تشخيص اضطراب طيف التوحد من طفل واحد بين كل 150 عام 2000 إلى طفل واحد بين كل 30 حالياً.
ورغم أن بعض الدراسات السابقة أشارت إلى وجود ارتباط محتمل بين تناول الحوامل للباراسيتامول وزيادة احتمالات إصابة أطفالهن بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإن الأوساط العلمية أكدت أن هذه الأبحاث لم تثبت علاقة سببية مباشرة، مرجحة أن تكون عوامل وراثية أو بيئية أو الأمراض التي استدعت تناول الدواء وراء النتائج.
وأكدت منظمات طبية بارزة مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد أن الباراسيتامول ما زال يعد الخيار الأكثر أماناً لتخفيف الألم وخفض الحرارة أثناء الحمل عند استخدامه بالجرعات الموصى بها، محذرة من أن ترك الألم أو الحمى دون علاج قد يعرّض الأم والجنين لمضاعفات خطيرة، من بينها تشوهات خلقية ومشكلات في النمو العصبي.
وأظهرت أحدث الدراسات واسعة النطاق، منها تحليل بيانات 2.5 مليون طفل في السويد، أن أي زيادة طفيفة في المخاطر اختفت عند مقارنة الأشقاء الذين تعرضوا للدواء في حمل ما ولم يتعرضوا له في حمل آخر، وهو ما اعتُبر "دليلاً قوياً" ضد فرضية أن الباراسيتامول يسبب التوحد.
ويرى خبراء أن تصريحات ترامب، التي تفتقر إلى دعم علمي، قد تساهم في زيادة الوصم الاجتماعي الذي يواجهه أهالي الأطفال المصابين بالتوحد، وتصرف الانتباه عن القضايا الأكثر إلحاحاً مثل تحسين الرعاية وتوفير الدعم للأسر. ويشدد العلماء على أن العلم لا يُبنى على التصريحات السياسية بل على الأدلة الموثوقة.