تقنية "WirelessTap" تثير مخاوف من جيل جديد من التجسس على المكالمات

كشف باحثون من جامعة بنسلفانيا الأمريكية عن تقنية جديدة تحمل اسم "WirelessTap"، تقوم على استخدام رادارات الموجات المليمترية (mmWave) لالتقاط الاهتزازات الدقيقة الصادرة من سماعة الهاتف أثناء المكالمات، ثم تحويلها إلى كلام مفهوم عبر الذكاء الاصطناعي.
وبحسب الدراسة التي عُرضت في مؤتمر WiSec 2025 في يونيو الماضي، فإن سماعة الهاتف تُصدر اهتزازات طفيفة غير ملحوظة عند وضعها على الأذن. هذه الاهتزازات يمكن لرادارات بتردد يتراوح بين 77 و81 غيغاهرتز أن تلتقطها من مسافة تصل إلى نحو 3 أمتار، قبل أن تُحوّل البيانات الخام إلى نصوص باستخدام نسخة معدّلة من نظام التعرف على الكلام Whisper.
وتمكنت التقنية من تحقيق دقة وصلت إلى 60% على مسافة نصف متر، لكنها تنخفض كلما ابتعد الجهاز عن الهاتف. وأوضح الباحثون أن هذه القيود قد تُتجاوز مستقبلاً عبر دمج معلومات سياقية تسمح للنظام بفهم المحادثات بدقة أعلى.
وعلى عكس أساليب التنصت التقليدية التي كانت تعتمد على تفعيل مكبر الصوت أو نطاق مفردات محدود، فقد أثبتت "WirelessTap" قدرتها على التقاط الكلام حتى من دون مكبر، ما يجعلها أكثر سرية ويزيد من مخاطر استخدامها في عمليات تجسس متطورة.
وحذر فريق البحث من أن تصغير حجم هذه الرادارات إلى أدوات صغيرة مثل الأقلام أو الأجهزة المكتبية قد يجعل المكالمات الهاتفية عرضة للتنصت من دون أن يلاحظ المستخدمون أي مؤشر. وأكد الباحثون أن الهدف من تطوير التقنية ليس التجسس، بل التنبيه إلى المخاطر المحتملة والدعوة إلى وضع ضوابط تشريعية وتقنية تحد من إساءة استخدامها.