جيل "Z" الجزائري يعلن بداية احتجاجاته وزحفه للمرادية لطرد العصابة

تعيش الجزائر على وقع غليان سياسي واجتماعي جديد مع اقتراب الثالث من أكتوبر 2025، حيث أعلنت مجموعة تحمل اسم "GenZ213" عن عزمها النزول إلى الشارع لإحياء روح الحراك الشعبي في موجة جديدة من الاحتجاجات، ستزحف نحو قصر المرادية لطرد ما تسميه بـ"العصابة" التي تسيطر على الحكم، إذ جاء هذا الإعلان، الذي تزامن مع تداول صور لقيادات من الجيل القديم المتشبث بالسلطة، ليؤكد أن الشباب الجزائري، الذي ينتمي إلى جيل "Z"، بات يرى نفسه الوريث الحقيقي لنضال الآباء والأجداد، وأن ما عجز عنه الكبار سيحققه الشباب بإصرارهم.
وشدد البيان الصادر عن هذا التجمع الشبابي على أن موعد الثالث من أكتوبر سيكون محطة فارقة في مسار الصراع السياسي بالجزائر، معتبرا أن الحراك الذي انطلق سنة 2019 لم يمت، بل دخل في سبات فرضته الظروف الداخلية والدولية، قبل أن يعود اليوم بزخم جديد، حيث أكد أصحاب المبادرة أن لا سبيل للإصلاح إلا برحيل رموز النظام الحالي وتفكيك شبكات الفساد التي أرهقت البلاد، في إشارة واضحة إلى الطبقة الحاكمة التي يصفونها بـ"الشيخوخة السياسية".
وحملت الصور المرفقة مع البيان، والتي تضمنت وجوها بارزة من قادة النظام الجزائري، رسائل قوية مفادها أن الشعب لم يعد يقبل استمرار هذه الوجوه على رأس الدولة، وأن الجزائر بحاجة إلى تجديد دمائها السياسية والاقتصادية من خلال منح الفرصة للأجيال الشابة لقيادة البلاد نحو مرحلة جديدة من الحرية والديمقراطية، وهو الخطاب الذي يعكس تصاعد الوعي الجماعي بضرورة التغيير، وسط أزمة اقتصادية خانقة وتراجع الثقة في المؤسسات الرسمية.
ويرى مراقبون أن خروج جيل "Z" الجزائري إلى الشارع قد يفتح الباب أمام فصل جديد من المواجهة بين سلطة العسكر والشباب، خاصة وأن الشعار المركزي الذي ترفعه هذه المجموعة يتمثل في "الحرية للجزائر والحرية لفلسطين"، ما يعكس تداخلا بين الهم الوطني والبعد القومي في وعي الجيل الجديد، إذ وبينما يستعد العسكر الحاكم لمواجهة أي تحرك شعبي محتمل، يصر الشباب على أن ساعة الحسم قد اقتربت، وأن التاريخ سيسجل أن ما لم يفعله الكبار، سيتحقق بإرادة الشباب.