حملة "زيرو تفاهة" تستهدف سوقا للتفاهة بالملايير سنويا..

يبدو أن ساعة منتجي "التفاهة" قد حلت، أو على الأقل اقتربت، خصوصًا في ظل الحركية المدنية الأخيرة التي أطاحت بالعديد من رموز هذه الظاهرة، ممن باتوا "أشهر من نار على علم"، وتضاعفت مداخيلهم الشهرية بالملايين، ما يشجعهم على تجاوز كل الحدود والاستهزاء بالجميع بهدف تحقيق أكبر عدد من المشاهدات ومضاعفة أرباحهم مهما كان الثمن.
وفي الوقت الذي نسجل فيه حضور فئة من المؤثرين الذين يقدّمون أدوارًا إيجابية عبر مقاربة مواضيع مجتمعية وانتقاد ممارسات سلبية بأساليبهم المتميزة، نجد جيشًا من منتجي التفاهة الذين يسيئون إلى فئات عمرية حساسة مثل الأطفال والمراهقين، مقدمين لهم نماذج سيئة تضرب قيمنا ومبادئنا وثقافتنا بكل ما أوتوا من قوة، والهدف دائمًا هو رفع مداخيلهم مهما كان الثمن.
وأكد "الطاهر سعدون"، الخبير الأمني والدركي المتقاعد، أول أمس الأربعاء لـ"أخبارنا المغربية" أثناء تواجده بمراكش بصفته عضوًا في خلية "زيرو تفاهة زيرو عاطفة"، أن المستقبل سيكون لصالح الأسرة المغربية وللتربية المغربية للناشئة والشباب. واعتبر أن التفاهة ليست مجرد مظاهر سطحية، بل تشمل أصنافًا متعددة من الجرائم بعد الرقمنة. فبعد مشاهدة الشخص الذي يرقص أو يتكلم، يكون المستهدف الشبان والشابات داخل منازلهم، فيما هناك "زبون" آخر ينتظر كالذئب أو الطائر الكاسر. وأضاف أن الأمثلة كثيرة جدًا في هذا الصدد.
وأوضح "سعدون" أنه تم استقباله مع الأستاذين المحاميين بوشعيب الصوفي واشتاتو، عضوي الخلية، من طرف الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بمراكش، مؤكدًا أن الخلية ستتابع وتضرب بقسوة كل هؤلاء الأشخاص. وأضاف أن محاميي الخلية يعملون كخلية نحل، حيث تنقلوا بعد طنجة مباشرة إلى الجديدة، ثم إلى الدار البيضاء ومراكش، داعيًا كل المغاربة إلى المساهمة في هذا المجهود عبر التواصل، ومشيرًا إلى أن أعضاء الخلية فاتحون أبوابهم للتعرف على عدد أكبر من "التافهين". وأكد أن هؤلاء يتوفرون على أموال طائلة اعتبرها مشبوهة ويمكن أن تُستغل في حرب على الثقافة والهوية المغربية وعلى الناشئة المغربية، مشيرًا إلى أن محاميي الخلية يضعون قائمة سوداء لهؤلاء، وسيتم الإعلان عن كل خبر سار يتعلق بمكافحة التفاهة.
من جانبه، أكد الأستاذ بوشعيب الصوفي لـ"أخبارنا" أن شكايات عدة وُضعت لدى وكيل الملك والوكيل العام بمراكش ضد العديد من منتجي التفاهة، دون الكشف عن الأسماء احترامًا لسرية البحث، مكتفيًا بالقول إن المفاجآت ستكون كبيرة، خصوصًا أن بعضهم مرتبط بأنشطة جنائية تتعلق بالدعارة والتشهير. وأشار إلى أن من بين المشتكى بهم المعروف بـ"مول الحوت"، الذي تم متابعته من قبل "الطاهر سعدون" واستُمع إليه من قبل الضابطة القضائية بمراكش، مضيفًا أن النيابة العامة كلفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء بالتحقيق في الشكايات المقدمة نظرًا لخطورتها.
للإشارة، فإن الحركية الأخيرة لمواجهة "الانفلات الأخلاقي" على منصات معينة، قوبلت بحفاوة من قبل الفئات المثقفة والناشطة في المجالات الحقوقية والتربوية، بل دعت هذه الأخيرة إلى استمرارها وتواصلها، بل وتكثيفها في مواجهة "جيوش المفسدين من التافهين ومن معهم".