مزراري يفجّر المفاجأة.. ثماني وقائع قلبت حسابات الجزائر بعد قرار مجلس الأمن لصالح المغرب

ديسمبر 6, 2025 - 16:05
 0
مزراري يفجّر المفاجأة.. ثماني وقائع قلبت حسابات الجزائر بعد قرار مجلس الأمن لصالح المغرب

يؤكد الدكتور عبد الهادي مزراري أن الجزائر رفضت فعليًا، لكن بشكل غير معلن، قرار مجلس الأمن رقم 2797 المتعلق بنزاع الصحراء المغربية. ويرى أن هذا الرفض غير المصرح به مردّه خشية الجزائر من التفاعل الدولي، رغم أن ممارساتها منذ 31 أكتوبر تكشف، بحسب مزراري، ارتباكًا كبيرًا ومحاولة لتفادي تداعيات القرار الذي أعاد الاعتراف بمركزية مبادرة الحكم الذاتي وسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

ويشير الدكتور مزراري، في أولى ملاحظاته، إلى أن الجزائر حركت جبهة البوليساريو لتقديم اعتراض داخل البرلمان الأوروبي من أجل منع تجديد اتفاقية التجارة مع المغرب، بذريعة استيراد منتجات من الأقاليم الجنوبية. ويؤكد أن قرار البرلمان الأوروبي الصادر في 26 نونبر كان صادمًا للجزائر، بعدما تبين — حسب مزراري — أن المؤسسات الأوروبية بدأت بالفعل في الانخراط في روح القرار الأممي 2797 الذي يعتبر الصحراء جزءًا من نزاع داخلي مغربي يتم حله عبر الحكم الذاتي، وليس منطقة قابلة للانفصال.

وفي قراءته للحدث الثاني، يوضح الدكتور مزراري أن الجزائر حاولت توريط الاتحاد الإفريقي في معركتها الدبلوماسية عبر استغلال انعقاد “مسار وهران” للسلم والأمن. لكنه يؤكد أن المفاجأة كانت في اعتراض دول إفريقية، أبرزها كوت ديفوار، على إدراج ملف “تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية” داخل أجندة الاتحاد، وهو ما يعتبره مزراري انتكاسة كبيرة للدبلوماسية الجزائرية على أرضها.

أما بخصوص الحدث الثالث، فيشير الدكتور مزراري إلى أن اجتماع مجلس التعاون الخليجي بالمنامة شكّل صفعة إضافية للجزائر، إذ جدد البيان الختامي دعمه لوحدة المغرب الترابية دون أي اعتراض من دول تعتبرها الجزائر قريبة منها مثل قطر وسلطنة عمان. ويرى مزراري أن هذا الموقف الخليجي الموحد يمثل رسالة إقليمية واضحة تؤكد العزلة المتزايدة للطرح الجزائري.

وفي تحليله للحدث الرابع، يؤكد الدكتور مزراري أن الجزائر حاولت إعادة الدفء لعلاقاتها مع إسبانيا بعد سنوات من التوتر، وعبّرت عن استعدادها لإعادة تشغيل أنبوب الغاز المار عبر المغرب. لكنه يشير إلى أن الرد الإسباني كان حاسمًا حين أكدت مدريد أن تشغيل الأنبوب اليوم يستوجب موافقة المغرب باعتباره مالكه. ويضيف مزراري أن توقيع إسبانيا اتفاقيات جديدة مع المغرب في 4 دجنبر، وتجديد موقفها الداعم للوحدة الترابية، زاد من خيبة الجانب الجزائري.

ويعتبر الدكتور مزراري أن حدثًا داخليًا أربك الجزائر بشكل كبير، ويتمثل في إعلان زعيم حركة استقلال القبايل، فرحات مهني، عزمه إعلان استقلال منطقة القبايل يوم 14 دجنبر. ويؤكد مزراري— استنادًا إلى مصادر إعلامية — أن النظام الجزائري حاول استمالة مهني عبر عرض منصب "رئيس الدولة" عليه مقابل تراجعه، لكنه رفض أي مساومة، وفق تصريحاته للإعلام الفرنسي.

وفي الحدث السادس، يلفت الدكتور مزراري الانتباه إلى الانهيار غير المسبوق للدينار الجزائري، بعد بلوغ سعر الدولار 300 دينار يوم 3 دجنبر. ويشير إلى أن تبريرات الرئيس عبد المجيد تبون التي تربط الوضع بواردات السيارات وكلفة الحج والعمرة لا تُخفي، حسب مزراري، الأسباب الحقيقية للأزمة، وفي مقدمتها اقتراب انتهاء المهلة التي منحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للجزائر من أجل الانخراط في تهدئة المنطقة والتخلي عن سياسة المحاور.

أما بشأن الحدث السابع، فيوضح الدكتور مزراري أن الولايات المتحدة وجهت خلال أسبوع واحد ضربتين لحلفاء تعتبرهم الجزائر سندًا لها، وهما فنزويلا وجنوب إفريقيا. ويضيف أن هذا التصعيد الأمريكي قد يشكل — في نظره — رسالة مباشرة للجزائر، خصوصًا في ضوء القرار 2797 الذي أسند لترامب مهمة دعم الحل السلمي عبر الحكم الذاتي.

وفي قراءته للحدث الثامن، يؤكد الدكتور مزراري أن الجزائر استقبلت الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو في محاولة لصرف الأنظار عن أزماتها، لكن الزيارة لم تمنحها أي مكسب دبلوماسي، إذ خلت بياناتها من أي دعم لموقف الجزائر من الصحراء. ويشرح مزراري أن تجنب لوكاشينكو الخوض في الملف مرتبط بالموقف الروسي الذي سمح بمرور القرار 2797 داخل مجلس الأمن.

 

ويختم الدكتور عبد الهادي مزراري تحليله بالتأكيد على أن هذه الأحداث المتتالية تظهر بوضوح أن الجزائر ما تزال خارج السياق الجيوسياسي الجديد، وأنها لم تستوعب التحولات العميقة التي يشهدها ملف الصحراء على المستوى الدولي.