حي أم استشهد!.. حماس تزيد من غموض مصير أبو عبيدة ببيان مثير

أعاد بيان أصدره جهاز أمن المقاومة التابع لحركة حماس الجدل من جديد حول مصير المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، بعد أن انتشرت خلال الأيام الأخيرة إشاعات واسعة حول وضعه الصحي واحتمال استشهاده، في وقت التزمت فيه الحركة الصمت الكامل تجاه تلك الأخبار، حيث لم يبدد البيان، الذي حمل لهجة تحذيرية صارمة الغموض، بل زاد من حدته، بعدما اكتفى بالتأكيد على أن «المصدر الوحيد الموثوق في ما يتعلق بأبو عبيدة هو القنوات الرسمية لكتائب القسام».
وأوضح جهاز أمن المقاومة أنه رصد في الأيام الأخيرة موجة من الشائعات التي وصفت بأنها «ممنهجة وتحمل أبعادا أمنية ومعنوية واضحة»، هدفها المساس بالمقاومة وزعزعة ثقة الجمهور الفلسطيني والعربي في رموزها، داعيا وسائل الإعلام ورواد شبكات التواصل إلى التحري والدقة وعدم المساهمة في نشر أخبار غير مؤكدة، كما شدد البيان على أن بعض الجهات تحاول استغلال اسم المتحدث العسكري للقسام لتوجيه الرأي العام وإثارة البلبلة في صفوف أنصار المقاومة، ملوحا بإجراءات ضد من يساهم في ترويج تلك الأخبار المغرضة.
ورغم تأكيد البيان على أن ما يتداول حول مصير أبو عبيدة لا يستند إلى أي مصدر رسمي، إلا أنه لم يتضمن نفيا صريحا أو تأكيدا قاطعا لحالته، ما ترك الباب مفتوحاً أمام التأويلات والتكهنات، حيث فهمت صياغة البيان من طرف كثيرين على أنها محاولة من الحركة لامتصاص موجة التساؤلات دون تقديم تفاصيل، خصوصا وأن المتحدث العسكري المعروف بظهوره الصوتي أو عبر تسجيلات مصورة غاب عن الساحة الإعلامية منذ أسابيع طويلة.
وأثار غياب أبو عبيدة، الذي يعد أحد أبرز الرموز الإعلامية والعسكرية لحماس منذ اندلاع الحرب على غزة، اهتماما واسعا داخل الأوساط الفلسطينية والعربية، نظرا لما يمثله من رمز للصمود والسرية والانضباط داخل الجهاز العسكري للحركة، كما ربط بعض المتابعين توقيت صدور البيان بالحرب النفسية التي تشنها إسرائيل على الجبهة الداخلية في غزة، في محاولة لبث الشك والارتباك في صفوف المقاومة وأنصارها.
وبينما يلتزم الجناح العسكري لحماس الصمت، يواصل الشارع الفلسطيني تساؤلاته حول مصير الرجل الذي ارتبط صوته بكل مرحلة من مراحل المواجهة، وظل لسنوات واجهة إعلامية للعمليات العسكرية للقسام، أما البيان الأخير، فرغم أنه جاء ليكبح سيل الإشاعات، إلا أنه فتح الباب أمام سؤال أكبر وأعمق، يتعلق بحقيقة وجود أبو عبيدة على قيد الحياة، ومدى ارتباط الأمر باختيار أن تبقي مصيره طي الكتمان لاعتبارات أمنية.
وفي ظل غياب أي توضيح رسمي أو ظهور جديد لـ"الملثم"، يظل الغموض سيد الموقف، وتبقى كل الاحتمالات قائمة إلى أن تتحدث حماس أو يظهر أبو عبيدة بنفسه، ليضع حدا لشائعات أربكت المتابعين وأربكت معها الحسابات الإعلامية في المنطقة بأكملها.