خلايا عصبية اصطناعية تُعيد رسم حدود الذكاء الاصطناعي وتشبه عمل الدماغ البشري

نوفمبر 4, 2025 - 17:05
 0
خلايا عصبية اصطناعية تُعيد رسم حدود الذكاء الاصطناعي وتشبه عمل الدماغ البشري

ابتكر فريق من الباحثين في جامعة جنوب كاليفورنيا خلايا عصبية اصطناعية قادرة على محاكاة السلوك الكهروكيميائي للخلايا الدماغية الحقيقية، في إنجاز يُعد خطوة متقدمة نحو تطوير حواسيب تعمل بطريقة أقرب إلى الدماغ البشري، ما قد يغيّر مستقبل الذكاء الاصطناعي العام جذرياً.

وعلى خلاف الرقاقات العصبية التقليدية التي تحاكي الدماغ عبر عمليات رقمية، تعمل هذه الخلايا الجديدة بآليات كيميائية وكهربائية فعلية، ما يجعلها أكثر واقعية في محاكاة نشاط الخلايا العصبية. ويقود المشروع الأستاذ جوشوا يانغ، مدير مركز التميز في الحوسبة العصبية الشكلية بالجامعة، الذي طوّر مع فريقه تقنية جديدة تُعرف باسم "المقاومات الذاكرية الانتشارية".

وتعتمد هذه الخلايا على حركة الأيونات بدلاً من الإلكترونات لمعالجة المعلومات، في محاكاة دقيقة لآلية التواصل العصبي في الدماغ، حيث تتحول الإشارات الكهربائية إلى كيميائية ثم تعود كهربائية. ويوضح يانغ أن الفيزياء التي تحكم حركة الأيونات في هذه الخلايا تشبه كثيراً تلك الموجودة في الدماغ، مشيراً إلى أن استخدام الفضة كمادة ناقلة يتيح أداءً متقدماً ببنية بسيطة.

ويتميز التصميم الجديد بكفاءته العالية وحجمه الصغير، إذ تشغل كل خلية عصبية اصطناعية مساحة تعادل ترانزستوراً واحداً فقط، مقارنة بالعشرات المطلوبة في التصاميم التقليدية. كما أن استخدام الأيونات يضمن استهلاكاً أقل للطاقة، مما يجعل هذه الأنظمة أقرب إلى الدماغ البشري الذي يستهلك نحو 20 واط فقط لأداء مهام معقدة مثل التعلّم والتعرّف على الأنماط.

ويخطط فريق البحث حالياً لاختبار شبكات أوسع من هذه الخلايا ومقارنة قدراتها بأساليب التعلم في الدماغ البشري، بهدف بناء حواسيب أكثر ذكاءً واستدامة. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة *Nature Electronics*، لتؤكد أن الدمج بين علم المواد والذكاء الاصطناعي قد يكون المفتاح الحقيقي لصناعة حواسيب تفكر كما يفعل الإنسان.