دعوات مقاطعة مقابلات "الأسود" .. فخ جزائري خبيث ابتلعته جماهير مغربية بكل سذاجة

أكتوبر 15, 2025 - 13:30
 0
دعوات مقاطعة مقابلات "الأسود" .. فخ جزائري خبيث ابتلعته جماهير مغربية بكل سذاجة

في خضم النقاش الاجتماعي والسياسي المحتدم الذي ميزت الساحة الوطنية خلال الأيام الماضية، وجد بعض المغاربة أنفسهم منساقين وراء دعواتٍ مشبوهةٍ لمقاطعة مباريات المنتخب الوطني المغربي، دون أن يدركوا أن وراء تلك الدعوات ماكينة دعائية جزائرية منظمة، تسعى بكل الوسائل إلى ضرب روح الانتماء والوحدة بين المغاربة و منتخبهم الذي يمثل رمز الفخر الوطني.

فبينما يطالب المغاربة بإصلاحات حقيقية في مجالات التعليم والصحة ومحاربة الفساد، اختار الذباب الإلكتروني الجزائري أن يركب على الموجة لتأجيج الأوضاع وخلط الأوراق عمدًا، محاولًا إقحام الرياضة في صراعات اجتماعية وسياسية لا علاقة لها بالملاعب ولا بالقميص الوطني.

كثير من المتابعين للشأن الرياضي والسياسي شددوا على أن "من دعا إلى المقاطعة قد ابتلع الطعم الجزائري بكل سذاجة"، بعدما روّجت منصات مشبوهة تابعة لنظام العسكر لموجة المقاطعة على نطاق واسع، في محاولة مكشوفة لزرع الشك والفرقة داخل الشارع المغربي.

ويرى مراقبون أن الرياضة، وعلى رأسها كرة القدم، كانت دائمًا رافعة للانتماء والفرح الجماعي، ولا يجوز تحميلها مسؤولية أزمات قطاعات أخرى، بل العكس هو المطلوب: تحويلها إلى مجال يوحّد لا يفرّق، يرفع المعنويات بدل أن يزرع الإحباط.

المثير في المقارنة أن الجزائر، التي تعيش أوضاعًا اجتماعية واقتصادية متدهورة رغم ثرواتها الغازية والبترولية الضخمة، خرج جمهورها أمس الثلاثاء بالآلاف للاحتفال بتأهل منتخبها إلى كأس العالم، بل وأحيى نظامها الذي حرض المغاربة على مقاطعة مقابلات منتخبهم الوطني تحت غطاء الاحتجاج على أوضاع الصحة والتعليم -أحيى- هناك حفلاً موسيقيًا ضخمًا حضره فنانون وجماهير غفيرة ملأت جنبات الملاعب. فكيف لشعب يعيش تحت ضغوط أكبر أن يحتفي بفريقه، بينما ينجرّ بعض المغاربة إلى مقاطعة منتخبهم في ظرفية دقيقة وحساسة؟

إنّ ما حدث قبل مواجهة الكونغو وقبلها ودية البحرين ليس سوى حلقة من حلقات "الحرب النفسية" التي يقودها الذباب الإلكتروني الجزائري، مستغلًا الأوضاع الاجتماعية للتشويش على مسار المنتخب المغربي قبيل أسابيع من كأس أمم إفريقيا التي سيحتضنها المغرب.

ويجمع المراقبون على أن الهدف واضح: خلق قطيعة رمزية بين المنتخب وجماهيره، وتشويه صورة الوحدة الوطنية التي لطالما شكلت مصدر قوة للمغرب في مختلف الميادين. لكن الوعي الشعبي، كما يؤكد كثيرون، بدأ يستعيد توازنه، بعدما تبيّن أن المعركة لم تكن رياضية ولا اجتماعية، بل كانت سياسية بامتياز، هندسها "نظام مأزوم" في الجزائر، وابتلع طُعمها بعض السذج للأسف.