د"مزراري".. هناك جهات تريد للمغرب أن يسقط في فوضى شبيهة بما حدث بعد "الربيع العربي"

سبتمبر 30, 2025 - 23:00
 0
د"مزراري".. هناك جهات تريد للمغرب أن يسقط في فوضى شبيهة بما حدث بعد "الربيع العربي"

تزامنا مع الاحتجاجات التي تشهدها عدد من المدن المغربية منذ نهاية الأسبوع الماضي، ضمن ما بات يعرف بمظاهرات "جيل زاد"، حذر الكاتب الصحفي والخبير في العلاقات الدولية الدكتور "عبد الهادي مزراري" من خطورة اختلاط المطالب الاجتماعية المشروعة بمحاولات مشبوهة تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد عبر شعارات ملغومة ودعوات مجهولة المصدر.

وارتباطا بالموضوع، أوضح "مزراري" عبر حديث خص به موقع "أخبارنا" أن البلاد "شهدت خرجات لمواطنين على شكل مسيرات، بعدد من المدن المغربية، دعت إليها جهات لم تكشف عن هويتها، واكتفت بالتعبير عن نفسها وراء قناع الدعوة لإسقاط الفساد"، وتابع قائلا: "وبين مؤيد ومعارض لمثل هذه الخرجات في هذا التوقيت بالذات، يظهر من يريد أن يقف عند حدود المطالبة بإصلاحات مشروعة تهم تحسين الخدمات ومواصلة تخليق الحياة العامة، وبين من يهدف إلى الركوب على تلك المطالب لزعزعة استقرار البلاد ودحرها في ليل بلا آخر".

في سياق متصل، شدد "مزراري" على أنه: "للتمييز بين فريق الدعاة المصلحين الصادقين، وبين فريق دعاة الفتنة لا يحتاج الأمر سوى إلقاء نظرة على الشعارات، التي يرفعها كل فريق ونوع الخطابات التي يروج لها"، مشيرا إلى أنه بين الفريقين واد من البشر يمشي لأن بنظره الكل سيمشي وهو لا يمشي"، وفق تعبيره.

وأضاف موضحًا أن: "دعاة الإصلاح من أجل الإصلاح معظمهم لا يشارك في مسيرات تدعو إليها جهات مجهولة، وغالبا ما يعبرون عن سخطهم على الوضع بوجه مكشوف، ويتظاهرون في تنسيقيات وجمعيات وأحيانا من داخل بعض الأحزاب والنقابات، كما ينشطون بصفة شبه رسمية عبر مواقع التواصل الإجتماعي وحتى عبر وسائل الإعلام المعترف بها".

أما دعاة الفتنة، وفق منظور "مزراري": "فهم لا يكشفون عن وجوههم، بل يختبئون خلف حسابات وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي بهويات مستعارة وبرموز مستفزة، ويطالبون الآخرين بالخروج في مسيرات تحت شعارات براقة تسطع بالحقوق والمزايا، وغالبا ما يقدمون أشخاصا في الواجهة يتميزون بالحماسة والغباء ولا يقدرون على قراءة الخطاب من أول السطر".

وواصل الخبير في العلاقات الدولية حديثه لـ"أخبارنا" قائلا: "تعرفهم بشعاراتهم ومن أثر الحقد على البلاد، من قبيل لا نريد ملاعب رياضية، يلوكون مصطلح المخزن، كما يفعل جار السوء في خطاباته الرسمية وإعلامه الرسمي وغير الرسمي، يعممون صفة الفساد على الجميع ويستعملونها كما لو كانت منجلا بأيديهم يقطع الأخضر واليابس".

وأضاف ذات المتحدث قائلا: "تمتلئ خطاباتهم بكمية كبيرة من الحقد على استقرار البلاد، فلا يتورعون عن الدعوة للاضطرابات، ويتظاهرون بشعار السلمية بينما يعبرون عن حقيقتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينات وتعليقات متطرفة و عدوانية وعنصرية وراديكالية".

وفي تحليله لشرائح المنخرطين في هذه الدعوات، قال "مزراري": "بعضهم يريد تصفية حسابات عالقة مع السلطة، والبعض الآخر مأجور من جهات معادية تنفخ على الجمر ليصير نارا، والبعض الآخر كاره لكل شيء. أما المتظاهرون الذين يستجيبون لدعوات هذا الفريق، ويشكلون أودية بشربة، ويمشون في المسيرات ويصيحون بملء حناجرهم، فمعظمهم من العوام، كل همهم أن يصرخوا لأنهم يشعرون بالضر، وهم مجرد وقود في آلة دعاة التظاهر بخلفية الانقلاب على الاستقرار".

وتابع قائلا: "ينضم إلى الحشود تيار آخر من المواطنين لديه مواقف من الحكومة وتحديدا من بعض الأحزاب، فيعتبر المناسبة سانحة ليسوء وجوه بعض المسؤولين غير مبال بالخطر الذي قد يتسبب فيه للبلاد والعباد. كذلك هناك جماعات راقدة على الهامش بخلفيات ثقافية ومذهبية وفكرية واجتماعية متضاربة، لكنها تتوحد في الساحات من خلال المظاهرات من أجل مضايقة السلطة."

وختم مزراري حديثه لـ"أخبارنا" بالتأكيد على أن: "المغرب يوجد في قلب تحول كبير، كغيره من الدول يشهد تغييرا مطردا، لكنه بخلاف دول الجوار نجح في احتواء الكثير من المظاهر السلبية، وتجاوز الأخطار التي عصفت بالعديد من الدول منذ اندلاع ما سمي مجازا بـالربيع العربي، حالها اليوم أسوأ مما كانت عليه في الماضي. لكن هناك من لا يريد للمغرب أن يمضي في طريق الاستقرار، ويعمل بكل ما في وسعه لإيقاف مسيرته التنموية بمسيرات ملغومة".