رادار مدعوم بالذكاء الاصطناعي يكشف المحادثات الهاتفية عن بعد

أغسطس 17, 2025 - 15:05
 0
رادار مدعوم بالذكاء الاصطناعي يكشف المحادثات الهاتفية عن بعد

أثار ابتكار جديد جدلاً واسعاً حول مستقبل الخصوصية، بعدما تمكن باحثون من تطوير رادار مدعوم بالذكاء الاصطناعي قادر على "التجسس" على المكالمات الهاتفية من مسافة تصل إلى ثلاثة أمتار، عبر التقاط الاهتزازات الدقيقة التي تصدرها سماعة الهاتف وتحويلها إلى نصوص مكتوبة بدقة تقارب 60%.

وطوّر الباحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا هذه التقنية باستخدام رادار الموجات المليمترية، وهو نفس النوع المستخدم في السيارات ذاتية القيادة وأجهزة كشف الحركة وشبكات الجيل الخامس. وتعتمد الفكرة على فك تشفير الاهتزازات السطحية الصغيرة جداً الناتجة عن التحدث عبر الهاتف وتحويلها إلى بيانات قابلة للقراءة.

واعتمد الفريق البحثي على نموذج Whisper مفتوح المصدر للتعرف على الكلام، والمصمم أصلاً للصوت النظيف، وقاموا بتعديل نحو 1% فقط من معلماته ليتوافق مع بيانات الرادار. هذا التكيف الجزئي سمح بتحسين دقة النسخ بشكل ملحوظ دون الحاجة إلى إعادة بناء النموذج بالكامل.

وأظهرت الاختبارات إمكانية التقاط المحادثات من مسافة تصل إلى عشرة أقدام، مع القدرة على التعامل مع مفردات تضم أكثر من 10 آلاف كلمة. ورغم أن النتائج لم تكن مكتملة، فإن مجرد الحصول على أجزاء من الكلمات يكفي أحياناً لاستخلاص معلومات حساسة عند وضعها في سياقها الصحيح.

وشبّه الباحثون هذه التقنية بعملية قراءة الشفاه التي تتيح فهم نحو 30 إلى 40% من الكلمات، لكن يمكن بواسطتها استنتاج محتوى المحادثة بشكل عام. وأكدوا أن نتائجهم تبرز إمكانية استغلال هذه الوسيلة للتنصت في ظروف معينة، إذا لم يتم وضع ضوابط لحماية المستخدمين.

وجاءت هذه الدراسة بدعم من مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية، وكان الهدف منها تسليط الضوء على نقاط ضعف محتملة قبل أن تستغلها جهات خبيثة. ويحذر العلماء من أن التطور السريع في مجالي الاتصالات والذكاء الاصطناعي يعني أن حتى أضعف الاهتزازات في أجهزتنا اليومية قد تتحول إلى تهديد جدي لخصوصيتنا.