على قدر الصراخ يكون الألم.. د."مزراري" يفضح الأهداف الخفية لهجمات "لوموند" على النظام المغربي

أوضح الكاتب الصحافي والخبير في العلاقات الدولية الدكتور "عبد الهادي مزراري" أن تناول صحيفة لوموند الفرنسية للنظام الملكي في المغرب، في هذه الظرفية بالذات، يثير أكثر من علامة استفهام حول الأهداف الحقيقية لمثل هذه الهجمات الإعلامية، ومدى ارتباطها بالمحيط الجيوسياسي الذي تتحرك فيه فرنسا اليوم.
وارتباطا بما جرى ذكره، أكد "مزراري" أن الصحافة الفرنسية، وعلى رأسها جريدة "لوموند" الشهيرة، لا تعمل بمعزل عن الدولة ومصالحها، سيما أن هذه الأخيرة تمر اليوم بمرحلة حرجة تجعلها ترى في تسليطها الأضواء على مواضيع مثيرة للجدل ضد أنظمة الحكم، بما فيها المغرب، وسيلة لتعزيز وزن فرنسا الإقليمي والدولي.
في سياق متصل، أشار "مزراري" إلى أن الواقع على الأرض مختلف تمامًا عن الصورة التي تحاول الصحيفة الفرنسية تقديمها، وأن القدرة على التأثير لم تعد مرتبطة بالخطاب الإعلامي وحده، مشددا على أن المواضيع المثيرة ضد نظام الملكي المغربي لا تضيف شيئًا للرأي العام المغربي، الذي يتابع مشهده الإعلامي من خلال وسائل وطنية ودولية متنوعة، وليس فقط الفرنسية.
وأوضح الكاتب الصحافي المغربي أن ضعف الترابط بين عنوان مقالة "لوموند" ومقدمتها ومضمونها يعكس تراجع مستوى الصحافة الفرنسية في معالجة القضايا المعقدة، بما فيها تراجع النفوذ الفرنسي في إفريقيا، والهزائم السياسية أمام الولايات المتحدة، والتحديات الاقتصادية في الأسواق العالمية. وأضاف "مزراري" أن الأسئلة الجوهرية حول فقدان فرنسا تأثيرها في القارة الإفريقية، وضعف موقفها في مواجهة الولايات المتحدة في قضايا استراتيجية كالحرب الروسية-الأوكرانية أو صفقات الأسلحة، كانت تحتاج إلى معالجة أكثر عمقًا من مجرد التركيز على النظام الملكي في المغرب.
وأكد "مزراري" أيضا أن الرسالة الأساسية واضحة، وهي أن "لوموند" تكتب لنفسها أو لمصالح معينة، وليس للرأي العام المغربي، ما يضع علامة استفهام كبيرة حول مصداقية الصحافة الفرنسية وقدرتها على التأثير في الخارج كما كانت تفعل سابقًا. وأضاف أن قراءة مثل هذه المقالات يجب أن تتم بوعي نقدي، مع إدراك أن الإعلام لم يعد المؤشر الوحيد للنفوذ والتأثير الدولي.
واختتم الكاتب الصحافي المغربي تحليله بالإشارة إلى أن ما يقدمه ليس مجرد نقد لمقال صحفي، بل تحليل لأزمة أوسع تشمل الصحافة الفرنسية وتراجع النفوذ الفرنسي في العالم، والتباين بين الخطاب الإعلامي وواقع المصالح الجيوسياسية، مما يجعل من الضروري للقراء البحث عن مصادر متعددة وتقييم الأخبار ضمن سياقها الدولي الحقيقي، بعيدًا عن الانطباعات المبالغ فيها التي قد تروج لها الصحافة الأجنبية.