مطاعم نيويورك تتكيف مع تأثير أدوية التنحيف وتطرح وجبات مصغّرة

أغسطس 19, 2025 - 14:25
 0
مطاعم نيويورك تتكيف مع تأثير أدوية التنحيف وتطرح وجبات مصغّرة

في مدينة اشتهرت تاريخياً بأطباقها الضخمة والمليئة بالسعرات، بدأت المطاعم الأمريكية تواجه واقعاً جديداً فرضته أدوية التنحيف الرائجة مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" و"مونجارو". فقد غيّرت هذه العقاقير عادات الأكل لدى الكثير من الزبائن، الذين باتوا يكتفون بكميات صغيرة، ما انعكس مباشرة على قوائم الطعام.

ولم يعد مشهد الأطباق غير المكتملة على الطاولات أمراً عابراً، بل أصبح ظاهرة متكررة دفعت مطاعم شهيرة مثل Clinton Hall إلى إعادة النظر في مفهومها، حيث قدمت وجبات "ميني برغر" مع بطاطس ومشروب صغير، في خطوة تستجيب لزبائن يرغبون في التذوق أكثر من الشبع. أما مطعم l’abeille، فقد تخلى عن قائمة التذوق المكونة من خمس وجبات كاملة، واستبدلها بخيارات أقصر وأكثر خفة.

هذا التكيف لم يكن مجرد محاولة للتسويق، بل جاء بدافع اقتصادي أيضاً. إذ أضحى الهدر الغذائي الناتج عن الأطباق الضخمة غير المكتملة مشكلة يومية، ومع اتساع شريحة الزبائن أصحاب الشهية المحدودة، بدا من الضروري تعديل الحصص بما يحقق التوازن بين تقليل الخسائر وتلبية رغبات العملاء.

حتى المشروبات لم تسلم من هذه الموجة؛ فقد لجأت بعض المقاهي الشهيرة في نيويورك إلى طرح كوكتيلات مصغرة، بعدما لاحظت تراجع رغبة الكثير من الزبائن في استهلاك الكحول بكميات كبيرة، وهو توجه تدعمه أبحاث تؤكد أن أدوية مثل "أوزمبيك" تقلل الميل للشرب.

كما كشفت تقارير بحثية صادرة عن مؤسسات مثل بلومبرغ إنتليجنس ومورغان ستانلي أن نسبة ملحوظة من مستخدمي أدوية التنحيف يقلّصون زياراتهم للمطاعم أو يطلبون وجبات أصغر. وهو ما يمثل تحدياً لقطاع اعتاد على الربح من خلال الحصص الكبيرة.

ورغم هذه المخاطر، يرى خبراء السوق أن المطاعم التي تواكب مبكراً هذا التحول وتتجه نحو الوجبات المصغّرة ستكسب ميزة تنافسية، في ظل تغير أولويات المستهلكين الذين يبحثون عن التجربة والنكهة، أكثر من الامتلاء والشبع.