من أجل مواجهة المد الشيعي.. دعوات أمريكية لدعم الانفتاح الديني المعتدل للمغرب على إفريقيا

في خضم التنافس المحموم على النفوذ الديني في القارة الإفريقية، دعا منتدى الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث أمريكي، واشنطن إلى دعم الدور المغربي في ترسيخ الإسلام المعتدل داخل المساجد الإفريقية، محذرا من مخاطر تنامي النفوذ الإيراني والتركي الذي يقود، في كثير من الحالات، إلى بروز التطرف والإرهاب، حيث نشر الخبير الأمريكي مايكل روبين مقالا في صحيفة واشنطن إكزامينر، سلط فيه الضوء على "معركة المساجد" في إفريقيا، مؤكدا أن غياب الولايات المتحدة عن هذا المجال سيتيح الفرصة لخصومها لتوسيع نفوذهم.
وأشار روبين إلى أن افتتاح المغرب لمسجد محمد السادس في أبيدجان، كبرى مدن ساحل العاج، عام 2024، لم يكن مجرد حدث معماري بارز، بل محطة ضمن سياسة دينية ممنهجة تربط بين المغرب وعدد من الدول الإفريقية التي تتقاسم معه الانتماء إلى المذهب المالكي المعتدل، مضيفا أن المغرب سبق وأن أسس مراكز لتكوين الأئمة والطلبة من دول غرب إفريقيا، بهدف تحصينهم من الفكر المتشدد والتيارات المتطرفة التي تسعى إلى اختراق المساجد واستقطاب الشباب.
وفي المقابل، حذر الكاتب من محاولات قوى أخرى لاستغلال الساحة الدينية في القارة السمراء، حيث مولت تركيا بناء المسجد الوطني في غانا وأطلقت معاهد "يونس إمره" لتوسيع نفوذها، فيما تواصل جمعيات أخرى بناء مساجد صغيرة على الطرقات، معتبرا أن هذه التحركات تعكس صراعا مفتوحا على "العقول والقلوب" داخل المجتمعات الإفريقية، لاسيما في دول مثل بوركينا فاسو ومالي وإفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية، حيث تتداخل التحديات الأمنية والدينية.
وختم روبين مقاله بالتشديد على أن واشنطن لم يعد بوسعها التزام الحياد أمام هذه المعركة المتنامية، فالتجارب أظهرت أن حضور المغرب في الساحة الدينية يقود إلى الاعتدال والاستقرار، بينما تتسبب هيمنة تركيا أو إيران في انتشار التطرف وزعزعة الأمن، إذ يرى أن دعم الولايات المتحدة للمغرب في هذا المسار سيكون خطوة استراتيجية لحماية مصالحها وتعزيز الاستقرار في إفريقيا.