وزير التربية الوطنية بفاس مكناس: زيارة ميدانية ترصد إقلاعًا دراسيًا استثنائيًا وتسلط الضوء على نموذج "مؤسسات الريادة"

سبتمبر 9, 2025 - 23:40
 0
وزير التربية الوطنية بفاس مكناس: زيارة ميدانية ترصد إقلاعًا دراسيًا استثنائيًا وتسلط الضوء على نموذج "مؤسسات الريادة"

في زيارة ميدانية حافلة، يوم الإثنين 8 شتنبر 2025، اختار وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أن تكون جهة فاس مكناس محطته الثانية، بعد جهة الدار البيضاء، لتتبع انطلاق الموسم الدراسي، في توقيتٍ يحمل دلالات عميقة؛ فهو ليس مجرد متابعة روتينية للاستعدادات، بل تقييمٌ لواقع تنزيل أحد أبرز أوجه الإصلاح التربوي: برنامج "مؤسسات الريادة"، والذي بدأت ثماره النوعية تظهر جلياً على أداء الجهة.

انطلقت الزيارة من إقليم الحاجب، حيث دشّن الوزير، رفقة الوفد المرافق له، الثانوية الإعدادية "لكرم" بجماعة لقصير، وهي منشأة تعليمية جديدة تُضاف إلى رصيد 47 مؤسسة أحدثت بالجهة لتوسيع قاعدة العرض المدرسي ومحاربة الهدر المدرسي، لتمثل خطوة عملية نحو تقريب الخدمة التعليمية وتجويدها.

على مستوى مديرية مولاي يعقوب، وقف الوفد الرسمي على نموذج حي لمدرسة موسى بن نصير الابتدائية، التي انضمت إلى ركب المؤسسات الرائدة. هذا النموذج لم يعد تجربةً طموحة فحسب، بل أصبح واقعاً ملموساً، حيث بلغت نسبة هذه المؤسسات بالجهة 56%، بعد التحاق 253 مؤسسة جديدة مُجهزة بالكامل بهذا البرنامج الواعد. والأكثر تأثيراً هو قفزة السلك الإعدادي، بإضافة 66 إعدادية رائدة، ليرتفع عدد تلاميذها إلى 33%، مما يُحدث تغييراً جوهرياً في بيئة التعلم لشريحة عمرية حاسمة.

وتأكيداً على شمولية المقاربة، توجّه الوزير إلى العاصمة العلمية للمملكة، حيث اطّلع على دور مؤسسة بوكماخ في معالجة إشكالات الاكتظاظ وإلغاء التوقيت الثلاثي، وهو أحد الملفات الشائكة التي كانت تثقل كاهل المنظومة. كما كانت محطة أخرى عند مدرسة عبد اللطيف اللعبي الابتدائية، التي تخوض غمار تجربة الريادة للسنة الثانية على التوالي، مما يشير إلى استدامة المشروع وتراكم الخبرات. ولم تُغفل الزيارة البعد الاجتماعي للإصلاح، بتوقف الوزير عند الجمعية العاملة في مجال زراعة القوقعة، تقديراً لخدماتها الجليلة لفائدة التلاميذ الذين يعانون من مشاكل في السمع.

وفي قراءة للنتائج، جاء تصريح مدير أكاديمية الجهة ليعكس حجم التحول الإيجابي. فأكد أن "نموذج مؤسسات الريادة قد أعطى ثماره على عدة مستويات"، مشيراً بشكلٍ خاص إلى تحسّن ملموس في تحكّم التلاميذ في التعلمات الأساسية باللغات العربية والفرنسية والرياضيات.

وفي علاقة بالقفزة النوعية التي حققتها الأكاديمية في نتائج امتحانات البكالوريا 2025، التي انتقلت من تذيل المرتبة 11 (ما قبل الأخيرة) إلى الصف السادس على المستوى الوطني، أوضح المدير أن سر هذا الإنجاز يعود إلى "الانخراط الجاد والمسؤول للأطر الإدارية والتربوية"، مبرزاً نموذج "الدعم التربوي الليلي" الذي تطوّع فيه الأساتذة لتقديم الدعم للتلاميذ من السابعة إلى التاسعة ليلاً طوال الفترة التي سبقت الامتحانات.

إن زيارة وزير التربية الوطنية لجهة فاس مكناس، يقول الفاعل التربوي (ت.ه )، لم تكن جولة تقليدية، بل كانت رسالةً قويةً تُبرز أن الإصلاح التربوي، رغم تعقيداته، يمكن أن يتحقق بفضل إرادة سياسية، ورؤية استراتيجية متمثلة في "مؤسسات الريادة"، وانخراطٍ استثنائي من رجال ونساء التعليم على الأرض. إنها تحيّةُ اعترافٍ بجهودٍ بدأت تُثمر، وخطوةٌ لتثبيت هذا المسار الناجح وتعميقه على طريق بناء مدرسة الجودة والإنصاف والارتقاء للجميع.