الخط الأصفر: الخريطة الزائفة التي تخفي أكبر عملية استيطانية في تاريخ فلسطين"
يُستخدم "الخط الأصفر" كذريعة إسرائيلية منهجية لانتهاك وقف إطلاق النار وتكريس الاحتلال الدائم لغزة، حيث يمثل مرحلة انسحاب وهمي يبقى معه الاحتلال مسيطراً على أكثر من نصف القطاع.
- 2025/12/08 - 15:09
- الأخبار الشرق الأوسط
يُستخدم "الخط الأصفر" كذريعة إسرائيلية منهجية لانتهاك وقف إطلاق النار وتكريس الاحتلال الدائم لغزة، حيث يمثل مرحلة انسحاب وهمي يبقى معه الاحتلال مسيطراً على أكثر من نصف القطاع.
بتحويله إلى واقع مادي عبر علامات حدودية، يبتلع الخط مناطق حيوية ويشكل جزءاً من مخطط استيطاني أكبر لضم الأراضي وتهجير السكان، مما يكشف رفض إسرائيل لأي حل سياسي حقيقي ويؤكد استمرار احتلالها الكامل للقطاع.
.
يستخدم كيان الاحتلال "الخط الأصفر" المزعوم كذريعة منهجية لانتهاك وقف إطلاق النار وتكريس احتلاله الدائم لقطاع غزة. يمثل هذا الخط - وفق خطة ترامب - المرحلة الأولى من انسحاب وهمي، حيث يبقى الاحتلال مسيطراً على أكثر من 50% من مساحة القطاع.
بدأ "الجيش" الإسرائيلي بتحويل هذا الخط الوهمي إلى واقع مادي عبر نصب علامات حدودية صفراء بارتفاع 3.5 أمتار كل 200 متر. يبتلع "الخط الأصفر" مناطق حيوية تشمل مدينة رفح بأكملها وأجزاء كبيرة من خان يونس والوسطى وغزة وبيت حانون.
تنذر هذه الممارسة بتكرار سيناريو "الخط الأزرق" الذي فرضه الكيان الإسرائيلي على حدود لبنان، لتحويله لاحقاً إلى حدود دائمة. يهدف الاحتلال من وراء هذه الخدعة إلى تهيئة الظروف لضم أجزاء واسعة من غزة وتوسيع مستوطنات النقب على حساب الأراضي الفلسطينية.
سجلت الجهات الفلسطينية مئات الانتهاكات الإسرائيلية على امتداد هذا الخط، أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات. يستخدم "الجيش" الإسرائيلي "الخط الأصفر" ذريعة للسيطرة النارية على مناطق أبعد من حدوده المعلنة، تصل إلى 1.5 كم داخل الأراضي الفلسطينية.
يتعمد كيان الاحتلال الإسرائيلي خلق احتكاكات مستمرة على طول الخط لتعطيل أي تقدم في المفاوضات وفرض وقائع جديدة على الأرض. يكشف ترسيم هذا الخط النوايا الحقيقية لـ"إسرائيل" في رفض أي حل سياسي حقيقي واستبداله بتقسيم جغرافي وديموغرافي جديد.
تحول "الحجارة الصفراء" إلى أداة تهديد دائمة، حيث هدد وزير جيش الاحتلال باستهداف أي شخص يقترب من هذه العلامات الحدودية. تشكل هذه السياسة جزءاً من مخطط استيطاني أكبر يهدف إلى تقليص مساحة غزة وتهجير سكانها لصالح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
تتعارض ممارسات الاحتلال على طول "الخط الأصفر" مع أبسط مبادئ القانون الدولي والإنساني واتفاقيات وقف إطلاق النار. يؤكد استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي خارج حدود الخط المزعوم أن "الخط الأصفر" مجرد واجهة لاستمرار الاحتلال الكامل لقطاع غزة.
/إنتهى/