الضوء الأزرق يهدد صحتك: شاشات الليل قد تقودك نحو أمراض خطيرة
يُعطل الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الذكية في الليل التوازن الحيوي للجسم، وفق دراسات حديثة حذّرت من أن هذا النوع من الضوء لا يقتصر تأثيره على اضطرابات النوم فقط، بل قد يساهم في الإصابة بأمراض خطيرة مثل السمنة، السكري، وحتى السرطان.
أظهرت أبحاث من جامعة هارفارد أن التعرّض للضوء الأزرق لمدة 6.5 ساعة يغيّر إيقاع الجسم اليومي بمقدار الضعف مقارنة بالضوء الأخضر. هذا الإيقاع المعروف بالساعة البيولوجية هو المسؤول عن تنظيم النوم، إفراز الهرمونات مثل الميلاتونين والكورتيزول، وضغط الدم، ووظائف التمثيل الغذائي، مما يجعل أي خلل فيه مؤثراً بشكل مباشر على الصحة العامة.
وبحسب "نيويورك بوست"، فإن قلة النوم الناتجة عن استخدام الشاشات ليلاً ترفع خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، إذ تؤثر على طريقة تعامل الجسم مع الأنسولين وتنظيم الغلوكوز. وقد بيّنت إحدى الدراسات أن من يتعرضون أكثر للضوء لديهم احتمال أكبر بنسبة 50% للإصابة بالسكري، كما يرتبط هذا التعرض بزيادة الوزن والسمنة، وهما عاملان مهددان بدورهما.
إضافة إلى ذلك، حذرت دراسات من أن اضطراب الساعة البيولوجية يؤثر أيضاً في صحة القلب، عبر التسبب بارتفاع ضغط الدم، اضطرابات في نبضات القلب، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب المزمنة.
وفي ما يتعلق بالسرطان، فإن الضوء الأزرق يثبط إفراز هرمون الميلاتونين الذي يُعتقد أن له خصائص مضادة للسرطان. وبيّنت إحدى الدراسات أن النوم تحت ضوء الشاشات يزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي بمقدار مرة ونصف، وسرطان البروستاتا بمقدار الضعف، ما يسلط الضوء على الخطر الحقيقي الذي يتجاوز مجرد السهر أو إجهاد العين.
لذلك، يدعو الخبراء إلى تقليص مدة استخدام الشاشات، خصوصاً في ساعات المساء، من أجل حماية إيقاع الجسم الطبيعي وتفادي عواقب صحية قد تكون وخيمة.
