دراسة تكشف فعالية الكيتامين في تخفيف الألم المزمن دون آثار خطيرة
أكدت دراسة حديثة من مايو كلينيك أن حقن الكيتامين، الذي طُوّر في ستينيات القرن الماضي كمخدر جراحي وعلاج للاكتئاب، تُعد خياراً فعّالاً وآمناً لعلاج حالات الألم المزمن التي يصعب السيطرة عليها بالأدوية التقليدية.
وأوضحت النتائج أن ما يقارب 46% من المرضى الذين خضعوا للعلاج بالكيتامين سجّلوا تحسناً ملحوظاً في وظائفهم الجسدية وجودة نومهم وقدرتهم على إدارة الألم. كما أشار الباحثون إلى أن هذا الدواء ليس من المواد الأفيونية، بل يعمل بطريقة مختلفة من خلال حجب مادة كيميائية في الدماغ تُعرف باسم N-ميثيل-D-أسبارتات، وهي المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية المرتبطة بالألم.
وفي إطار التجربة، تابع الباحثون أكثر من 1000 مريض تلقوا جرعة معيارية قدرها 0.5 ملليغرام من الكيتامين لكل كيلوغرام من وزن الجسم، أُعطيت عبر الحقن الوريدي على مدار 40 دقيقة يومياً لمدة خمسة أيام متتالية. وأكمل أكثر من 90% من المرضى العلاج بالكامل، مما يعكس تقبّلهم الجيد للدواء.
وبيّنت الدراسة أن ما بين 20% و46% من المشاركين حققوا تحسناً سريرياً واضحاً في مستويات الألم والنوم والقدرة البدنية، واستمر هذا التحسّن لمدة لا تقل عن ستة أشهر بعد انتهاء العلاج. كما أبلغ نحو نصف المرضى عن انخفاض في القلق المرتبط بالألم المزمن، بينما اختار 80% منهم العودة لتلقي جرعات إضافية لاحقاً.
وأكّد فريق البحث أن علاج الكيتامين آمن إلى حد كبير، إذ لم تُسجّل أي مضاعفات خطيرة أو آثار جانبية مقلقة، مما يجعله خياراً علاجياً واعداً لتخفيف الألم المزمن وتحسين جودة الحياة لدى المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى.
