مربو الدجاج الأبيض يطالبون بإعفاءات ضريبية لتخفيض الأسعار

في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار الأعلاف والكتاكيت، خرج مربو الدجاج الأبيض في المغرب بمطالب جديدة تدعو الحكومة إلى التدخل العاجل لمراجعة النظام الضريبي المفروض على القطاع، وإعفاء الكتاكيت والأعلاف المركبة من الضرائب عند الاستيراد، في محاولة للحد من تكاليف الإنتاج التي أنهكت المربين ورفعت أسعار البيع في الأسواق، حيث جاءت هذه الدعوات خلال مائدة مستديرة نظمها الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بشراكة مع الشبكة المغربية للمقاولات الصغرى والمتوسطة، خصصت لمناقشة وضعية الفلاحين الصغار والمتوسطين في مشروع قانون المالية الجديد.
وأكد رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، محمد عبود، أن نشاط تربية الدجاج الأبيض يعد جزءا من المنظومة الفلاحية المنظمة قانونيا، مشيرا إلى أن المرسوم رقم 2.12.481 وضع إطارا واضحا يؤكد أهمية هذا النشاط في دعم الأمن الغذائي الوطني، وأضاف أن القطاع، الذي يساهم بشكل كبير في تزويد السوق المغربي بالبروتين الحيواني، ما زال يعاني غياب التحفيزات رغم إدراجه ضمن الأنشطة الفلاحية بمقتضى تعديل المادة 46 من المدونة العامة للضرائب سنة 2021.
وأشار عبود إلى أن المربين يواجهون تحديات حقيقية، أبرزها الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف والكتاكيت وضعف الولوج إلى التمويل البنكي، إلى جانب غياب الدعم العملي للفلاحين الصغار الذين يمثلون القاعدة الإنتاجية للقطاع، موضحا أن الفلاحين يعيشون وضعا صعبا يهدد استمرارية نشاطهم بسبب تزايد الديون وتقلص هامش الربح، كما طالب بجدولة الديون المتراكمة وإلغاء الفوائد البنكية التي أثقلت كاهلهم.
ودعا عبود الحكومة إلى مراجعة الرسوم الجمركية على مدخلات الإنتاج، وإعفاء الأعلاف المركبة من الضريبة على القيمة المضافة، مبرزا أن هذه الخطوات من شأنها خفض التكاليف وبالتالي تقليص أسعار البيع للمستهلك، مع ضمان استقرار السوق وتحسين تنافسية الإنتاج الوطني أمام الواردات الأجنبية، كما انتقد استمرار تهميش الفلاحين الصغار والمتوسطين من قبل وزارة الفلاحة، رغم الوعود والامتيازات التي لم تصل إلى المستفيدين الحقيقيين منذ إطلاق المخطط الفلاحي سنة 2008.
ويؤكد المهنيون أن تحقيق التوازن في هذا القطاع يتطلب رؤية جديدة تعتمد على دعم مباشر للمنتجين وتخفيف العبء الضريبي، بدل تركهم فريسة تقلبات السوق وارتفاع كلفة المواد الأولية، حيث لم يعد الدجاج الأبيض، الذي يشكل عنصرا أساسيا في غذاء المغاربة، في متناول الجميع، وهو ما يجعل الاستجابة لمطالب المربين ضرورة اقتصادية واجتماعية تفرض نفسها بقوة المرحلة.