وسط إشادة دولية.. المغرب يواصل بـ"إسبانيا" التأكيد على حضوره القوي تجربته العالية في إخماد الحرائق

يواصل المغرب ترسيخ مكانته كقوة إقليمية ودولية في مجال مكافحة حرائق الغابات، بعدما بات أسطوله من طائرات "CL-415 كنادير" وأطقمها المتمرسة عنواناً للجاهزية والفعالية في مواجهة أخطر الكوارث الطبيعية. فقد أضحى التدخل المغربي، خلال السنوات الأخيرة، خياراً أساسيا تلجأ إليه العديد من الدول الأوروبية والإفريقية في لحظات الأزمات، وهو ما يعكس حجم الثقة التي بات يحظى بها على الساحة الدولية.
الشاهد على ما سلف ذكره، أن إسبانيا اضطرت من جديد لطلب الغوث من المغرب بعد أن تعذر على كل من فرنسا والبرتغال مد يد المساعدة لها بسبب انشغالهما بحرائق داخلية، وهو ما يعكس بجلاء المكانة التي رسختها المملكة كقوة إقليمية في إدارة الكوارث البيئية. فالمغرب لم يعد يكتفي بتأمين غاباته فحسب، بل أضحى حاضراً بقوة في محيطه القريب والبعيد عبر تدخلات إنسانية عملية تترجم التزامه الثابت بروح التضامن والتعاون العابر للحدود.
هذا الدور الاستباقي أكسب المغرب إشادة واسعة من وسائل إعلام أوروبية، التي وصفت أسطوله الجوي بأنه واحد من الأقوى عالمياً بفضل سرعته في التدخل وقدرته الكبيرة على التحكم في ألسنة اللهب.
كما أن التنسيق مع فرق دولية، على غرار الدعم الألماني الأخير لإسبانيا عبر إرسال رجال إطفاء ومعدات للعمل جنباً إلى جنب مع الطائرات المغربية، يؤكد أن المملكة أضحت طرفاً أساسياً داخل شبكات الاستجابة المشتركة للكوارث.
وفي ظل هذه التحديات المناخية المتصاعدة وارتفاع وتيرة حرائق الغابات في مختلف مناطق العالم، يثبت المغرب أنه فاعل محوري لا غنى عنه، يجمع بين القوة التقنية والجاهزية الميدانية وأيضا البعد الإنساني المتجذر، ما جعله نموذجاً للتعاون والتضامن في مواجهة واحدة من أخطر الظواهر البيئية المعاصرة.