إثيوبيا تدشّن رسمياً أكبر سد لتوليد الطاقة في أفريقيا رغم معارضة مصر

سبتمبر 9, 2025 - 16:15
 0
إثيوبيا تدشّن رسمياً أكبر سد لتوليد الطاقة في أفريقيا رغم معارضة مصر

افتتحت إثيوبيا، الثلاثاء، سد النهضة الكبير بشكل رسمي، ليصبح أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، بطاقة قصوى تبلغ 5150 ميجاوات، أي ما يعادل ربع طاقة سد الخوانق الثلاثة الصيني. ويُتوقع أن يوفر المشروع الكهرباء لملايين الإثيوبيين، في خطوة تراها أديس أبابا محورية لتحقيق التنمية، بينما تثير قلق مصر والسودان، دولتي المصب على نهر النيل.

وقد حضر حفل التدشين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى جانب رؤساء الصومال وجيبوتي وكينيا، حيث أكد أن السد "لا يستهدف الإضرار بمصر أو السودان"، بل يهدف لتزويد المنطقة بالطاقة الكهربائية وتغيير مستقبل إثيوبيا.

وتبلغ كلفة المشروع خمسة مليارات دولار، موّل البنك المركزي الإثيوبي 91% منها، فيما ساهم المواطنون بنسبة 9% عبر السندات والهبات، دون أي دعم أجنبي. ويرى مراقبون أن السد تحوّل إلى رمز وطني يوحّد الإثيوبيين بعد سنوات من النزاعات الداخلية.

لكن مصر، التي تعتمد على النيل لتوفير 90% من احتياجاتها من المياه، عبّرت مراراً عن مخاوفها من تأثير السد على حصتها المائية، خصوصاً في أوقات الجفاف. كما شددت القاهرة والخرطوم على ضرورة إبرام اتفاق قانوني ملزم بشأن تشغيل السد وملئه، وهو ما لم يتحقق رغم سنوات من المفاوضات.

ولم يُسجّل حتى الآن أي اضطراب كبير في تدفق مياه النيل بفضل الأمطار الغزيرة وإجراءات الملء الحذرة على مدى خمسة أعوام، لكن الجدل ما زال محتدماً. وتصر إثيوبيا على أن المشروع حق سيادي وفرصة مشتركة للتنمية الإقليمية.

وبحسب تقارير محلية، فإن السد أسهم فعلاً في تحسين حياة القرى المجاورة عبر توفير الكهرباء لأول مرة، فيما يُتوقع أن يستفيد مستقبلاً قطاع الصناعات الحديثة مثل تعدين العملات الرقمية، رغم أن ضعف البنية التحتية في الأرياف سيؤخر وصول الكهرباء إلى جميع السكان، إذ لا يزال 45% منهم خارج التغطية الكهربائية.