بعد أن أخفى الكابرانات الحقيقة.. جنوب إفريقيا تعترف بالهزيمة وتؤكد للجزائريين: “الصحراء مغربية” بقرار أممي

لم يمض وقت طويل على تصويت مجلس الأمن بالأمم المتحدة لصالح القرار رقم 2797، حتى بدأت أوراق التحالف المناوئ للوحدة الترابية للمملكة تتساقط واحدة تلو الأخرى، وكانت البداية من جنوب إفريقيا نفسها، الحليف التقليدي للبوليساريو والراعي الرسمي لدعايتها داخل القارة، حيث وبعد سنوات من الخطابات المتشددة والمواقف العدائية للمغرب، خرج ممثلها الدائم بالأمم المتحدة بتصريح لم يخف مرارة الهزيمة، معبرا عن “خيبة أمل” بلاده من اعتماد قرار أممي جديد يميل بوضوح إلى المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الإطار الوحيد القابل للتفاوض.
ولم تتمكن جنوب إفريقيا التي حاولت في البداية تغليف الموقف بلغة دبلوماسية من إخفاء الحقيقة المرة، وهي أن العالم اليوم يتجه بشكل حاسم نحو دعم الطرح المغربي، وأن زمن المتاجرة بشعار “تقرير المصير” قد انتهى، وذلك بعد اعتراف ممثل بريتوريا بأن القرار الجديد “انحاز بالكامل للخطة المغربية”، وهو في الواقع يعلن، دون قصد، أن الجزائر فشلت في إقناع حتى أقرب حلفائها بمواصلة السير وراء أوهام الانفصال.
أما الكابرانات، الذين قضوا الأسابيع الماضية يروجون في إعلامهم أن “المغرب سيتلقى صفعة أممية”، فقد وجدوا أنفسهم اليوم أمام صفعة الحقيقة، حيث وبينما كانوا يخفون تفاصيل القرار عن الرأي العام الجزائري بل ويحرفونه، جاءت تصريحات المسؤول الجنوب إفريقي لتؤكد أن المجلس الأممي اعتمد مرجعية واحدة وواضحة، وهي مبادرة الحكم الذاتي التي وصفها العالم منذ 2007 بالجدية وذات المصداقية، ما يشكل صفعة سياسية مدوية لم يسبق للجزائر أن تلقتها بهذا الوضوح منذ إشعالها لنزاع الصحراء.
وتشكل المفارقة أن جنوب إفريقيا، التي كانت في الماضي من أكثر الدول تشددا ضد المغرب داخل الاتحاد الإفريقي، تجد نفسها اليوم مضطرة للاعتراف بأن ميزان القوة تغير، وأن النفوذ المغربي في القارة ازداد قوة وتأثيرا، خصوصا بعد فتح مجموعة من الدول الإفريقية لقنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة، في قلب الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث جعل هذا الزخم الدبلوماسي الذي صنعه المغرب بصبر وثبات حتى معاقل خصومه التقليديين تدرك أن رهانها خاسر، وأن استمرار العناد لن يغير من واقع الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء.
وبينما تتحدث الصفحات الجزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي عن “خيبة أمل” حليف “الكابرانات” الجنوب إفريقي، يحتفل المغاربة بانتصار دبلوماسيتهم الهادئة التي يقودها الملك محمد السادس برؤية استراتيجية بعيدة المدى، إذ لم يربح المغرب جولة تصويت في مجلس الأمن فقط، بل كسب معركة الوعي الإفريقي والدولي، وأثبت للعالم أن قضية الصحراء ليست قضية نزاع، بل قضية استكمال وحدة ترابية وطنية.