بعد الصفعة الأممية.. البوليساريو في مأزق خطير و3 سيناريوهات مرجحة لردّ فعلها اليائس بعد انتصار المغرب

تعيش جبهة البوليساريو حالة ارتباك غير مسبوقة بعد القرار التاريخي الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي، مؤكداً بشكل قاطع ونهائي أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو الأساس الوحيد الواقعي والجاد لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
قرارٌ شكّل ضربة قوية للجبهة الانفصالية وللداعم الرئيسي لها، الجزائر، بعدما أغلق المجتمع الدولي نهائياً باب الأوهام القديمة المرتبطة بالاستفتاء والانفصال.
وفي ظل هذا الانتصار المغربي الواضح، يتوقع المراقبون أن تلجأ قيادة الجبهة إلى ردود فعل يائسة ومتهورة في محاولة لاستعادة حضورها الميداني والسياسي، في وقت بدأت فيه تفقد آخر أوراقها داخل المخيمات وخارجها.
السيناريو الأول: استفزازات عسكرية فاشلة
قد تحاول الجبهة الانفصالية إظهار وجودها على الأرض عبر تنفيذ عمليات محدودة أو إطلاق مقذوفات عشوائية باتجاه الجنوب المغربي أو محاولات تسلل نحو الجدار الدفاعي، غير أن هذه التحركات، كما حدث في الأشهر الماضية، ستبوء بالفشل أمام الجاهزية العالية للقوات المسلحة الملكية وتقنيات الرصد الدقيقة والدُّرونات المتطورة التي أحبطت كل محاولاتها السابقة.
مثل هذا التصعيد سيضع البوليساريو في مواجهة مباشرة مع مجلس الأمن والمنتظم الدولي، ويزيد الضغط على الجزائر التي تتحمل مسؤولية احتضانها ودعمها لتنظيم مسلح يهدد الاستقرار الإقليمي.
السيناريو الثاني: مفاوضات شكلية لربح الوقت
في محاولة لكسب شرعية مفقودة، قد تُضطر الجبهة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، لكن دون نية حقيقية لإيجاد الحل، بل لإطالة أمد الصراع والعرقلة.
غير أن هذا التكتيك بات مكشوفاً، خاصة مع الضغوط الأميركية المتزايدة بقيادة دوائر قريبة من الرئيس دونالد ترامب والدول الكبرى الداعمة للمغرب، ما سيجعل استمرار الجبهة في المماطلة مكلفاً سياسياً ودبلوماسياً لها وللجزائر، ويزيد من عزلتهما أمام المجتمع الدولي.
السيناريو الثالث: الانشقاقات والانهيار الداخلي
ربما يكون أخطر ما يواجه الجبهة اليوم هو التمرد الداخلي في مخيمات تندوف، بعد أن بدأت فئات واسعة من الصحراويين تقتنع بأن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل الواقعي والإنساني لإنهاء معاناتهم المستمرة منذ عقود.
هذا التحول قد يؤدي إلى انشقاقات واسعة وموجات فرار جماعية نحو الأراضي المغربية، حيث يجد العائدون الأمن والكرامة والاندماج في التنمية الوطنية، ما سيُعجّل بانهيار البنية التنظيمية للجبهة التي لم تعد تمثل سوى أقلية محاصرة باليأس والعزلة.
وفي جميع السيناريوهات، يبدو أن المغرب خرج منتصراً بفضل حكمة دبلوماسيته وقوة موقفه، بينما تجد البوليساريو نفسها اليوم في زاوية ضيقة، عاجزة عن الفعل، محاصرة بالغضب الشعبي داخل المخيمات وبالضغط الدولي من الخارج.
المرحلة المقبلة، كما يتفق المراقبون، ستكون مرحلة ما بعد البوليساريو، حيث يواصل المغرب بثقة ترسيخ مشروعية حكمه الذاتي كخيار نهائي يضمن الوحدة والاستقرار والتنمية في كامل أقاليمه الجنوبية.