بين أرقام الـ"تانغو" وحماس "الأشبال"… تفاصيل دقيقة تفصل المغرب عن كتابة مجد تاريخي في نهائي المونديال

بين طموح متقدٍ وإصرار على كتابة التاريخ، يدخل المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة ليلة الأحد المقبل، مواجهة نارية أمام العملاق الأرجنتيني برسم نهائي كأس العالم 2025، في اختبار يبدو على الورق متكافئًا أكثر مما يوحي به فارق القيمة السوقية بين المنتخبين. فبحسب معطيات موقع "Transfermarkt"، تبلغ القيمة السوقية الإجمالية لمنتخب الأرجنتين حوالي 62 مليون يورو، مقابل 12 مليون يورو فقط للمغرب، غير أن لغة الأرقام لا تحسم دائمًا مصير مثل هذه المواجهات الحارقة.

وارتباطًا بالموضوع، يرى عدد من المحللين أن المقارنة الإحصائية بين المنتخبين تُظهر تفوقًا طفيفًا لصالح الأرجنتين في الأداء العام، إذ حقق أبناء التانغو 6 انتصارات دون أي هزيمة، بينما سجل المنتخب المغربي 5 انتصارات وهزيمة واحدة فقط أمام المكسيك، بعد أن لعب بدون ركائزه الأساسية. غير أن هذا الفارق البسيط -حسب نفس المصادر- لا يُلغي حقيقة أن المنتخب المغربي يسير بخطى ثابتة، محققًا معدل نقاط يبلغ 2.5 نقطة في المباراة، وهو رقم قريب جدًا من نظيره الأرجنتيني الذي يحصد في المتوسط 3 نقاط.

في سياق متصل، يؤكد ذات المحللين أن الفعالية الهجومية تميل لصالح الأرجنتين التي سجلت 15 هدفًا مقابل 10 أهداف للمغرب، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في الجانب الدفاعي، حيث استقبل "أشبال الأطلس" 9 أهداف مقابل هدفين فقط للأرجنتين. وهي معطيات تُبرز، في نظر المتتبعين، أهمية الصلابة الدفاعية في حسم المواجهة المقبلة.

في المقابل، يشير خبراء في التحليل الرياضي إلى أن المنتخب المغربي، رغم تواضع قيمته السوقية مقارنة بخصمه، يمتلك عناصر شابة مفعمة بالحماس، قادرة على مفاجأة أي خصم متى وُظفت طاقاتها بالشكل الأمثل، تماما كما حصل خلال مواجهة منتخبات عملاقة من قيمة إسبانيا، البرازيل وفرنسا. ويعتبرون أن السرعة في التحول الهجومي واستغلال المساحات وراء الدفاع الأرجنتيني يمكن أن تشكل مفتاح التفوق للمغاربة.

ويرى ذات المراقبين أن التجانس والانضباط التكتيكي اللذين يميزان الجيل الجديد من اللاعبين المغاربة، إضافة إلى الثقة التي اكتسبوها من مشاركاتهم القارية والدولية، يمنح العناصر الوطنية فرصة حقيقية لتحدي أقوى المنتخبات العالمية في هذه الفئة السنية.

وفي النهاية، خلص ذات المحللين أن القيمة السوقية قد تكون في صف الأرجنتين، لكن الروح والجرأة لطالما كانتا السلاح السري للمغاربة، مشددين على أن المواجهة المرتقبة ليلة الأحد المقبل قد تعيد رسم ملامح خريطة كرة القدم الشابة... فهل يكتب "أشبال الأطلس" فصلاً جديدًا من المجد العالمي؟